نجم الكرة العراقية يتحدث عن ذكرياته بعد تحوله إلى مصور رياضي جعفر: أعشق
السعودية
في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات اعتزل كرة القدم، واتجه إلى التصوير الفوتوغرافي، إذ لم يستطع أن يغادر المستطيل الأخضر، بعد أن وجد في التصوير الرياضي ضالته، وأنجز أكبر أرشيف للرياضة العراقية من عام 1989 إلى 1997، ما أهَّله للحصول على جائزة أفضل مصور رياضي من 1991 حتى 1997.
كريم جعفر، لاعب المنتخب العراقي الأول لكرة القدم السابق، الذي مثَّل فرق الميناء والجيش والشباب، في حواره مع “الرياضية” تحدث عن كأس الخليج الجارية في البصرة، وحدَّد الفرق بين النسخ القديمة والجديدة.
01
بدايةً، ما رأيك في بطولة “خليجي 25” الجارية حاليًّا في البصرة؟
أولًا أرحب بكل الأشقاء الخليجيين في البصرة مسقط رأسي، وسعيدٌ جدًّا بتنظيم البطولة بعد 43 عامًا على آخر بطولة استضافتها العراق، وما زلت أتذكرها جيدًا، حيث كنت وقتها في بداياتي الكروية، وكم تمنَّيت أن أشارك فيها، ويشرِّفني أنني غطيت عشرات النسخ من البطولة، وأعدُّ وجودنا كإعلاميين عراقيين وخليجيين في هذه البطولة فخرًا لنا، وإن شاء الله المقبل أفضل.
02
كيف ترى المستوى الفني في هذه النسخة من البطولة؟
مقارنةً بالبطولة التي نُظِّمت في السعودية، وتلك التي استضافتها البحرين، والنسخة التي جرت في قطر، أرى أن هذه البطولة أفضل من حيث المستوى الفني، مع العلم أن أغلب المنتخبات حضرت بفئة الأولمبي، وهذا يعني أن كرة القدم هي حاليًّا للشباب بدليل ما شاهدناه أخيرًا في كأس العالم، إذ إن أغلب المنتخبات حضرت بلاعبين بعمر 21 و22 و23 عامًا، كما أن كل النجوم الذين برزوا في المونديال، كانوا من الشباب. نعم، المنتخبان القطري والسعودي تحديدًا افتقدا القوة الضاربة في هذه البطولة، مثل سلمان الفرج، وسالم الدوسري، لكن هذا أمرٌ طبيعي، لأنهما خرجا أخيرًا من كأس العالم، كما أن الدوري في البلدين يُلعب، وكنا نتمنى أن نرى هؤلاء النجوم الكبار في “خليجي 25”، لكن البركة في الجيل الحالي.
03
هل هناك اختلافٌ بين بطولات الخليج السابقة والجارية حاليًّا في البصرة؟
نعم. الاختلاف في الجماهير، أي “ملح البطولة”، حيث تحضر في “خليجي 25” بقوة، والجميع شاهد ذلك، إذ نلاحظ على المدرَّجات في كل مباراة ما لا يقل عن 30 ألف متفرج على الرغم من صعوبة الجو، لذا لا أعتقد أن البطولة فقدت أي شيء، بل بالعكس الكل موجود هنا، والمنافسة قوية بين كافة المنتخبات.
04
ماذا تتذكَّر عن لعبك ضد الأندية السعودية؟
لعبت ضد فريقين سعوديين، لكن لم تتح لي الفرصة للمشاركة أساسيًّا أمام الأخضر. أنا من عشاق المنتخبات السعودية، بل إن مثلي الأعلى في خط الدفاع، هو صالح النعيمة، وأتمنَّى له الصحة والعافية، وكنا نعدُّه بكنباور العرب لما يملكه من كاريزما دفاعية رائعة، إضافة إلى الكابتن الكبير أحمد جميل ومحمد الخليوي، رحمه الله.
05
مَن المهاجم الذي كنت تخشاه في المنتخب السعودي؟
أعدُّ ماجد عبد الله الرقم واحد في آسيا هجوميًّا. ماجد لعب في الفترة نفسها التي لعبت فيها، أي أنه من جيلي.
06
بماذا تميَّز ماجد عبد الله عن غيره من المهاجمين الخليجيين؟
ماجد يمتلك حاسةً تهديفيةً سادسة، لم تكن موجودةً لدى أي لاعب في ذلك الوقت. كان قادرًا على أن يقرأ الملعب جيدًا، ويعرف أين ستذهب الكرة، ومتى ستأتي. كذلك كان يتميَّز بالهدوء الشديد، وبالكاد كنت تشعر بوجوده داخل الملعب. في نظري ماجد عبد الله يختصر تاريخ الكرة السعودية مع كل الاعتزاز بالكابتن سامي وياسر، والجيل الذي أتى بعده، والجيل الحالي من اللاعبين الشباب، “فبصمة ماجد غير”.
07
كيف تحوَّل كريم جعفر من مدافع صلب إلى مصور؟
هذا الأمر جاء عن طريق الصدفة، حيث عانيت من إصابة قوية، وكما هو معروفٌ الشفاءُ من الإصابات في الثمانينيات كان صعبًا عكس الحال الآن، خاصةً إصابات الكاحل والرباط الصليبي، لذا تركت الكرة وتوجَّهت إلى التصوير.
08
متى كانت المرة الأولى التي استخدمت فيها الكاميرا؟
استخدمت أول كاميرا عام 1989، وتحديدًا في مباراة الشباب والشرطة العراقيين، وأذكر وقتها أن أفضل لاعب في العراق الكابتن غانم عريبي أصيب في اللقاء.
09
غطيت عددًا كبيرًا من البطولات، ما أفضل مباراة صوَّرتها؟
لا أنسى أبدًا تغطيتي لمباراة فرنسا وكرواتيا في مونديال روسيا 2018، وفرنسا والأرجنتين في المونديال الأخير، كذلك أتذكَّر جيدًا أول مباراة أصوِّرها بحياتي في كأس العالم، وجمعت السعودية وتونس في مونديال ألمانيا 2006، وقتها كنت مرافقًا للأخضر، إذ كلَّفتني وكالة الأنباء الفرنسية بذلك.
10
هل حرصت على تغطية “خليجي 25”؟
نعم، بل إن لدي شغفًا وحبًّا كبيرين لتغطية هذه البطولة. ملعب الميناء الذي أصوّر فيه شهد بداية حياتي الرياضية، والآن أعود إليه مصورًا في البطولة الخليجية.
11
بماذا شعرت وأنت تغطي مباراة السعودية والعراق في البطولة؟
شعرت بأنني أغطي أهم مباراة في العالم، وأن الأخضر يلعب أمام جماهيره، وزاد الأجواء جمالًا المطرُ الذي هطل خلال المباراة.
12
كلمة أخيرة؟
أتمنى أن يُرفع الحظر النهائي عن الكرة العراقية، وأن نشاهد الأشقاء السعوديين على مدرَّجات ملاعبنا، فهم أهلنا وإخوتنا، علمًا أنني زرت السعودية مرات عدة، وأحبها كثيرًا، ورافقت الأخضر في بطولات مختلفة، ولم أرَ منهم إلا كل خير ومساعدة، وأقدم لهم خالص شكري وتقديري، وكلي فخرٌ بالأمير محمد بن سلمان الذي يحب شعبه وبلده، ويسعى إلى تعزيز مسيرة التقدم والازدهار في السعودية، وحقًّا كل عربي يتمنى أن يحظى بقائد مثله.