2023-02-10 | 23:52 مقالات

كلام «ويك إند»

مشاركة الخبر      

ـ في الطفولة كنا نسمع، ونقرأ الكثير من الأمثال التي تناسب أعمارنا الصغيرة: “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”، و”العلم في الصغر كالنقش في الحجر”، وغيرهما الكثير، وربما كان الأطفال يفهمون كل معاني الأمثال إلا أنا، وأظن أنني حفظتها لكثرة قراءتها، أو الاستماع لها، لأنني لو كنت قد فهمت معانيها، لاستفدت منها، أو أنني فهمتها لكنني لم أستفد منها تكاسلًا.
قبل سنة ونصف السنة، كنت أفكر جديًّا في قطع التدخين، وكتبت “جديًّا” لأن بعض التفكير لا يكون منبعه رغبةٌ جادةٌ. عندما فكرت بالتوقف عن التدخين، تذكَّرت محاولاتي السابقة الفاشلة، وكنت أشعر بثقل البداية الجديدة، حينها قفز إلى عقلي: “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”، وقررت حينها أن تكون الخطوة الآن. واليوم، وبعد سنة ونصف السنة من التوقف عن التدخين، صرت أتساءل: كيف سمحت لنفسي باستنشاق الدخان سنوات طويلة؟!
ـ زرت أحد الأصدقاء في بيته، وقد كانت عند الباب مجموعةٌ قديمة من صناديق الصحف، منها صندوق لصحيفة الحياة، وللجيل الجديد من الشباب أوضِّح، أن الصحف الورقية كانت تصل إلى المشتركين كل صباح، وتوضع داخل الصندوق الخاص بالصحيفة، ولا أعلم إن كانت الصحف الورقية ما زالت تصل إلى مشتركيها، أم أن زمن الاشتراك انتهى. عندما شاهدت الصندوق، تذكَّرت صحيفة الحياة، واستعدت ذكرياتي معها، وشقيقتها الشرق الأوسط، التي ما زلت أقرأها كل صباح، إذ اعتدت على شرائهما منذ التسعينيات، خاصةً من “الكشك” القريب من محطة الحافلة رقم 137 عند تقاطع ماربل أرش وأوكسفورد باتجاه المايفير في لندن. كانت الحياة صحيفةً رصينةً ومحببةً للكثير من القرَّاء العرب، لذا كان خبر توقفها مفاجئًا لي: كيف يتم التخلي عن صحيفة بهذا الحجم؟! صحيح أن الإنترنت جاء بمنافع كثيرة، لكن هذا النافع له ضحايا أيضًا: لا شيء يأتي إلا على حساب شيء آخر!
ـ الإنسان يجب أن يكون خيّرًا، لأنه إذا أصبح شريرًا، فلا حدود توقف شرّه، ما عدا القوانين طبعًا.
في الهند أظهرت الكاميرات في محل مجوهرات فأرًا، يسرق عقدَ ألماس ثمينًا! كان مدربًا بصورة، يعرف فيها من أين ينطلق، وإلى أين يذهب، وكيف يعود، وعودته طبعًا كانت إلى صاحبه الإنسان، الذي ابتكر هذه الطريقة الشريرة التي لم تخطر على بال الشركات الأمنية، ولا شركات التأمين! عندما شاهدت الفيديو، الذي انتشر في الـ “سوشال ميديا”، تأسَّفت على صاحب الفأر، لأنه يملك ذكاءً خارقًا وقدرةً عجيبةً على التحمُّل، لكنه أهدرها في الطريق الخطأ، وأقول إنه ذكي جدًّا، لأن مَن يستطيع تطويع فأر، بالتأكيد يكون قادرًا على النجاح في الكثير من شؤون الحياة المشروعة. لا أدري كيف أخبر صاحب محل المجوهرات الشرطة بالسرقة، هل قال لهم: سرقني فأرٌ!؟