حظ
وعِشْرة
ـ أرسل لي أحد الأصدقاء حكاية رسامة معروفة، بعد قراءتي لها، شدتني قصتها، فبحثت عنها واطلعت على لوحاتها التي اختصت في الطبيعة والريف.
كانت هذه الرسامة إلى عمر الـ78 عامًا رسامة مغمورة في محيط قريتها، وبعض طلبات الجيران الذين يطلبون الرسم على أجزاء من جدرانهم بمقابل زهيد، وكمجاملة في بعض الأحيان، حتى صادف اليوم الذي زار فيه مخرج سينمائي القرية فشاهد لوحة من لوحاتها، ولأن عينه عين مخرج فنان، رأى فيها عبقرية واختلافًا يضعها في مصاف الفنانين الكبار، أخذ بعض لوحاتها وعرضها على فنانين ومختصين ليؤكدوا نظرته ورأيه، بأن من صادفها رسامة عظيمة. أما الحكاية فتعود للرسامة
العالمية ماري روبتسون موسى (1860ـ1961) التي نالت شهرتها وهي جدة تجاوزت الـ78 عامًا. في العام 2006 بيعت إحدى لوحاتها بـ 1.2 مليون دولار، تعتبر ماري أو الجدة موسى من مشاهير فن الرسم، وكان من الممكن أن تنتهي حكايتها في محيط قريتها الصغيرة، وتُهمل لوحاتها بعد رحيلها، لولا مرور المخرج السينمائي الذي قدمها للعالم. بعد قراءتي عن الجدة موسى ومشاهدتي للوحاتها المريحة للنفس، تساءلت عن الذين رحلوا مغمورين رغم عبقريتهم، وعن الذين ينتظرون مرور الحظ الذي ينصفهم.
ـ أحبه لأن بيني وبينه (عِشرة)، من هذا الباب صارت له مكانة عندي، أختلف معه في الكثير من شؤون الحياة، هو بطيئ في اتخاذ قراراته، وأنا سريع، أنا لست سريعًا، بل أسرع من سريع، لذلك هو أكثر استقرارًا ورتابة، وأنا صاخب لا يهدئني إلا التعب ولوعة الفشل، لا يعني هذا أنني لم أنجح في بعض الشؤون، يحصل المبادرون على الكثير من النجاج.. والفشل أيضًا. منذ بداية كورونا وصاحبي يصر على أنها مؤامرة، لم يتوقف إلى يومنا هذا عن إرسال ما يقرأه ويشاهده، ويعزز بأن كورونا مؤامرة للتحكم بالبشر، عندما مللت من رسائله وواجهته قبل أشهر في أحد المقاهي قلت له هل تعلم بأن العالم نسي كورونا؟ ثم سألته: ممكن تعلمني ما الذي سيستفيدونه من التحكم بنا؟ هل أنا وأنت علماء؟ هل نحن عباقرة وهم بحاجة لعبقريتنا؟ هل نحن مليارديرية ويريدوننا أن نحوّل ملياراتنا لهم بعد أن يتحكموا بنا؟ أنت تدخن علبتين من الدخان وصدرك يصدر صفيرًا أقوى من صفارة حكم مباراة! منذ تلك المحادثة توقف عن إرسال الرسائل، ولا أدري إن استمر بإرسالها إلى غيري، ومنذ تلك المحادثة لم يفتح موضوع مؤامرة كورونا. منذ زلزال تركيا وسوريا بدأ بإرسال رسائله التي تقول بأن هناك من افتعل الزلزال، لا يتوقف عن إرسال الفيديوهات والكتابات، بالأمس التقيته، وبمجرد أن بدأ بالشرح والتفسير قلت له: تصدق راح أكتب عنك!.