2023-02-23 | 23:13 مقالات

العالم الذي نعيش

مشاركة الخبر      

- مقال اليوم مما نقلته وسائل الإعلام، وأكثر ما يثير اهتمامي من أخبار العالم الذي نعيش فيه ليست أخبار الحروب وتلويحاتها النووية، فالحروب موجودة منذ القدم وستبقى، طالما أن صفة الطمع باقية في الإنسان، إنما ما يثير اهتمامي هي التغييرات الكبيرة التي تحدثها التقنية، بصورة تجعل من العالم الذي نعرفه لا نعرفه.
أول هذه الأخبار ما أعلنته سامسونج عن تطوير المساعد الشخصي (بيكسبي) في هواتفها المحمولة، أهم هذه الميزات الجديدة أن بيكسبي قادر الآن على تقليد صوتك والرد على مكالماتك الهاتفية، في حال أنك لا تريد الرد بنفسك، أي أننا في المستقبل سنجري اتصالاتنا ولن ندرك إن كان الرد ممن اتصلنا عليه أو من بيكسبي! لست متأكدًا إن كانت هذه الميزة تطويرًا أو تدميرًا، لكنني أرى أن التقنية تجاوزت ما نحتاجه ووصلت إلى ما سيغيّر عالمنا إلى شكل جديد لم نعتد عليه، ولا نعرف إن كان في صالح إنسانيتنا أم سنكون مجرد ضحايا لسباق تقني بين شركات كبرى تتنافس على زيادة أرباحها. من يعلم... قد يكون بيكسبي أنفع لنا في المكالمات لبعض الحالات، لا أظنه يغضب كما نغضب عندما يشتد النقاش عبر الهاتف، ولا يتفوه بكلمات تنتهي بندمنا مثلما نفعل بعض الأحيان، ومن المؤكد أنه يختصر الكلام ولا يكرر ما يقوله، بالإضافة إلى ميزة جديدة لو استخدمناه، حينها نستطيع التهرب من الوعود التي نقطعها في حالاتنا العاطفية العالية، سنلقي اللوم عليه ونقول: مو أنا اللي وعدتك... هذا بيكسبي!
- الدراسات العلمية من أكثر ما ينشر في الإعلام، خصوصًا بعد أن وحّد الإنترنت الصحافة ليجعل ما ينشر في القارة الأمريكية الجنوبية يقرأه في نفس اللحظة القارئ الأسترالي، لكن الكثير من هذه الدراسات تدور حول أشياء محددة وكأنها أصبحت خلافية، نقرأ دراسة عن فوائد القهوة، ثم لا تتأخر دراسة أخرى عن الآثار السلبية على الإنسان إن شربها في أوقات معينة، نقرأ دراسة عن فائدة الألعاب الإلكترونية ثم تناقضها دراسة ثانية، حتى صرت أعتقد في بعض الأحيان أن بعض الدراسات قد تكون لمصالح معينة، شركات الشاي تدعم الدراسات التي تمدح الشاي، وشركات الألعاب الإلكترونية تدعم الدراسات التي تقول بأنها تنشط العقل. لا شك أن الكثير من الدراسات صحيحة خصوصًا التي تقف خلفها جامعات مرموقة، وأتذكر أنني قرأت أن التمارين المسائية مفيدة للإنسان، آخر الدراسات تقول إن التمارين الصباحية هي المفيدة، لا أعرف أيهما أختار، سأكون وسطيًا وأتدرب العصر!.