كلام ويك إند
ـ من يستمتع بالعطلة الأسبوعية فاهم الدنيا صح، ومن يرتب للعطلات مسبقًا، ويعرف مسار رحلته السياحية، إنسان خبير في فنون العيش، أقول ذلك من باب الإعجاب، لأنني لا أتذكر أنني سافرت يومًا للسياحة، ولا رحلة واحدة في حياتي كان عنوانها السياحة، لكنني سافرت كثيرًا للعمل، وكان من هذه الزيارات أوقاتًا مختطفة لغير العمل.
أشعر بالخطأ على عدم قضائي أيامًا متواصلة لمجرد الاستجمام، وأظن أنني لا أملك هذه الثقافة التي حرمني منها سوء تدبيري في توزيع أوقاتي بالشكل الصحيح، حتى أيام الويك يذهب معظمها بالعمل أو التفكير فيه، وأتذكر أحد الأعزاء وهو يصب لي الشاي المخدّر على الجمر قال لي: أنا رجل الأعمال وليس أنت، وأنا الأكثر مشاغل منك، وأدير مئات الموظفين، ولا أتحدث عن العمل في الإجازة، بينما تأتي أنت وتقلب المكان، معظم كلامك عن العمل ونظرياتك الإعلامية الخارجة عن الواقع، ولا تتوقف عن أفكارك التجارية الساذجة، وما رأيكم لو فعلنا وما رأيكم لو عملنا، حاول أن تتلذذ بمذاق الشاي، تمعن في هذا البناء الذي يجمع بيت الطين وآخر موضات الهندسة، أعطي موسيقى البيانو التي تلف المكان انتباهك، هذه الساعات المعدودة ثمينة جدًا، بل هي الأثمن لأنها الحصاد. انتظرت حتى ينهي كلامه، وظن أنني سأوافقه على كلامه، فقلت له: طيب وشرايك بفكرة (فود تراك) كنافة!؟
ـ جزى الله أحد الزملاء كل الخير، منذ سنوات وهو لا يتردد في طلب الاستشارة مني في شؤون العمل والحياة، يطلب أن نجلس في مقهى، ثم يطرح موضوعه، فأعطيه الرأي، وفي بعض الأحيان أطلبه أن يمهلني يومًا أو يومين، أفكر له من عدة اتجاهات، وعندما أتوصل للرأي لا أسرع في قوله، بل أمهل نفسي بعض الوقت، وعندما أتأكد بأنني درسته جيدًا أقوله له، وكان لا يتردد في تنفيذه. أعطتني طلباته بأخذ المشورة مني ثقة كبيرة في نفسي، فمن يطلب رأيك يرى فيك إنسانًا عاقلًا وخبيرًا بالحياة وبأحوال وطباع الناس، وهذه الصفات محل شك عندي، لأنني عندما أرى نفسي ونتائج قرارتي أسأل عقلي إن كان يعمل أو خرجًا عن الخدمة، أما من يسأل عن أحوال زميلي بعد استشاراتي فمؤكد أنها سيئة، هل اعتقدتم أني سأقول غير ذلك!
ـ توفيق الحكيم: أملي أكبر من جهدي، وجهدي أكبر من موهبتي، وموهبتي سجينة طبعي، ولكني أقاوم.