2023-04-25 | 22:57 حوارات

نجمة الوسط تؤكد تحمّل مسؤولية الارتقاء بالفريق الغربي
ريما: الحارة انطلاقتي

حوار: مرام مبارك
مشاركة الخبر      

لم تقف على ناصية الحلم، وتشاهد رغباتها تتبخَّر، بل قاتلت حتى أصبح شغفها بكرة قدم واقعًا، وأسهمت في تطوير اللعبة على الصعيد النسائي في السعودية، ودخول الأخضر في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. بدأت رحلتها الكروية عبر حواري جدة، وشاركت مع ثلاث فتيات في تأسيس فريق “مراس”، الذي استحوذ عليه الأهلي لاحقًا.. ريما الثقفي، لاعبة فريق الأهلي الأول لكرة القدم للسيدات، في حوارها مع “الرياضية” تحدثت عن مسيرتها الكروية، وكشفت عن ملهمها في اللعبة، وقدمت رسالتها للأهالي مطالبةً إياهم بمنح بناتهم فرصة خوض التجارب الرياضية.
01
أسهمتِ في تأسيس فريق كرة قدم للسيدات، وكان لكِ دورٌ في وضع الفرق النسائية في مسارها الصحيح، حدّثينا عن ذلك؟
انطلقت من الحارة، التي كانت تنظَّم فيها فعالياتٌ رياضية مختلفة، وتعرَّفت هناك على ثلاث فتيات، تشاركنا في الشغف بكرة القدم، وقرَّرنا تأسيس فريق “مراس” عام 2019.
02
تمَّ تأسس “مراس” سابقًا “الأهلي” حاليًّا في وقت لم تكن هناك فرصٌ كثيرة للإقدام على هذه الخطوة، أو اعتراف رسمي بكرة قدم السيدات، ما الصعوبات التي واجهتكن؟
وجدنا صعوبات على جميع الأصعدة، وهي في الواقع تحديات، جعلتنا نقاتل من أجل تخطيها، من أكبرها عدم وجود أماكن ملائمة لممارسة الكرة، تناسب خصوصية السيدات، والنقص الشديد في الطاقمين الفني والإداري، إذ لم تكن هناك إدارة متفرغة، فجميع عضوات الفريق من لاعبات ومؤسّسات هن من الطالبات، كما عانينا من تقسيم الوقت، وعدم وجود مدربات على الساحة، الأمر الذي سبَّب إشكالية كبيرة لبعض اللاعبات بسبب فقدان الخصوصية.
وما ساعدنا في تخطي ذلك، أن أهم هدف للفريق، كان الوصول إلى بيئة إيجابية، لذا بذلنا جهدنا من أجل توفير بنية قوية للفريق، تحمي اللاعبات من العقبات التي واجهتهن قبل التأسيس.
03
كيف جاء إقبال الفتيات على الالتحاق بالفريق في بداياته؟
فاق التوقعات، فالأعداد كانت كبيرة جدًّا لدرجة أننا اضطررنا إلى تحديد العدد، وتنظيم أكثر من ثلاث تجارب أداء. صدقًا تفاجأنا بأعداد السيدات اللاتي يحملن شغف كرة القدم في قلوبهن.
04
مؤسّسات الفريق افتقدن الخبرة الكافية لتدريب اللاعبات وقت التأسيس، كيف استطعتن التغلب على تلك الإشكالية؟
بالفعل، كانت تنقصنا الخبرة، لكن كانت لدينا قدرة وإصرار كبيران على النجاح، لذا عكفنا على التعلم الذاتي المستمر عن طريق “يوتيوب”، ومتابعة كل ما يتعلق بكرة القدم من تدريب ومهارات، واستفدنا كثيرًا من هذا الجانب، كما قررنا الاستعانة بمدربي كرة القدم لحاجة الفريق الماسَّة إلى التدريب، وعدم وجود مدربات، ما ساعد الفريق في التقدم والتطور ورفع كفاءته. الآن أستطيع التأكيد أن إشكالية نقص المدربات ستحل من خلال ما نشاهده ونلمسه من اهتمامٍ، يوليه الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمجال، وتنظيم دورات بشكل مستمر لتطوير المدربات، والاستعانة بمدربات عالميات يمتلكن خبرات كبيرة، مثل مونيكا ستاب، مدربة المنتخب السعودي.
05
هل ما زالت الطواقم النسائية بالكامل أمنيةً تراود لاعبات كرة القدم؟
للأمانة نعم، وهذا يعود إلى طبيعة المجتمع السعودي الذي يحترم خصوصية الآخر، وما تعوَّدنا عليه، خاصة أن هناك أعدادًا كبيرة جدًّا من الفتيات اللاتي لديهن الرغبة والشغف في ممارسة كرة القدم، لكن عدم وجود بيئة نسائية بالكامل يشكّل عائقًا أمام تقبّل ذويهن الأمر.
06
بالحديث عن استحواذ الأهلي على فريق مراس، هل كنتِ تشجعين النادي قبل هذه الخطوة؟
نعم، أنا أهلاوية منذ الصغر، وهذا الاستحواذ أمنيةٌ، فاق تحقيقها التوقعات، وحمَّلني مسؤوليةً مضاعفةً تجاه الفريق.
07
مَن اللاعب الذي يمثّل مصدر إلهام لكِ؟
ميسي، مسعود أوزيل، لوكا مودريتش وجميع لاعبي الوسط المميزين، أستفيد من خبراتهم كوني لاعبة وسط، إضافة إلى حرصي على متابعة اللاعبين الذين يستخدمون القدم اليسرى في اللعب مثلي للاستفادة من مهاراتهم وتقنيات لعبهم.
08
بالتأكيد هناك فروقات جوهرية بين دوري المناطق للسيدات والدوري الممتاز، في رأيكِ ما الاختلافات التي لمستِها؟
من أكثر الأمور التي أحدثت فارقًا كبيرًا، هو استحواذ الأندية الكبرى العريقة على الفرق النسائية، إذ أصبحت هناك جماهير للأندية، وتعرَّف الكثيرون على اللاعبات، كما أن هذه الاستحواذات أضافت شهرةً ومكانةً كبيرتين لفرق كرة القدم النسائية، ما دفعها إلى تعزيز وتدعيم صفوفها بالمحترفات الأجنبيات الأمر الذي زاد من حدة المنافسات والمواجهات وأصبحت أقوى بكثير من الدوري الأول.
09
ما التطور الذي تتمنين أن تشهده كرة القدم النسائية؟
التطور الذي أرجو أن يتحقق، هو على مستوى العقليات والتفكير، بأن تتغيَّر نظرة المجتمع حيال لاعبات كرة القدم، وأن تزول مخاوف الأهالي تجاه المجال، ويسمحوا للفتيات بخوض التجربة، وأدعوهم إلى حضور المباريات حتى يلمسوا بأنفسهم أن كرة قدم السيدات رياضةٌ ممتعة للغاية، ولا يوجد ما يعيبها.
10
ما سقف طموحات ريما الثقفي؟
أتمنى على الصعيد الشخصي أن أصبح من أهم وأفضل لاعبات الوسط، وأن أمثّل المنتخب
السعودي عالميًّا أفضل تمثيل، وأن أكون ملهمة للآخرين في مجال كرة القدم.