العالم
الذي نعيش
ـ مقال اليوم مما نشرته الصحافة ووكالات الأنباء في العالم الذي نعيش، وحاولت أن لا أكثر من أخبار الذكاء الاصطناعي قدر الإمكان، لكن أخباره تكاد تكون في كل الوسائل الإعلامية، وتطوراته الصاروخية لا تصدّق، وتأكدت شكوكي من أحد الذين كنت أحسبهم من الأصدقاء، وتبين لي عكس ذلك، لأنه اتصل بي لكي يخبرني بأن الذكاء الاصطناعي صار هو من يكتب المقالات!
ـ آخر الأرقام تشير إلى ارتفاع نسبة استخدام المسنين للسوشال ميديا من 10% إلى 45%، وأن بعضهم حقق أرقامًا عالية في أعداد المتابعين وصلت للملايين، ولغاية الآن يبدو الأمر عاديًا، لكنه لن يبدو كذلك بالنسبة لنا كعرب إذا علمنا أن إحدى المشهورات، واسمها اركريسشو، تبلغ من العمر 83 عامًا، تقدم على حسابها في التوك توك تمارين اللياقة البدنية، ويتابعها 1.3 متابع، أما الفرنسية ستوديود فتبلغ 72 عامًا وتنشر مقاطع فكاهية! حكاية أن العمر مجرد رقم حكاية صحيحة، وأن الشعور بالتقدم بالعمر هي فكرة يضعها الإنسان في عقله، وأن من يرى نفسه شابًا، وإن تقدم بالعمر، فسيبقى شابًا، الأمر أشبه بالمركب الذي ستختاره لنفسك، مركب الشباب الدائم أو مركب الشيخوخة. إلى غاية اليوم، وبعد مضي سنوات، ما زلت أتذكر جاري الإنجليزي الثمانيني، علمت من زوجته أنه أصيب بجلطة قلبية، وأنه يرقد في المستشفى، وسيخرج غدًا، في اليوم التالي طرقت باب بيتهم لكي أطمئن عليه، تخيلته ضعيفًا وممدًا على السرير، لكنني تفاجأت به يفتح الباب ممسكًا بفرشاة طلاء!
ـ إليكم هذه الدراسة الحديثة، التي ستفرح المديرين، تقول بأن الراحة خلال العمل تفقد الموظف التركيز، وإن فترات الاستراحة القصيرة كل 50 دقيقة تسبب الإرهاق العقلي، حسب ما نشرته الديلي ميل البريطانية! أي أننا على هذه الحسبة علينا العمل دون توقف لكي لا يرهق عقلنا، وتفسيري أن العقل يتورط أمام سلوكنا فهو يرانا نعمل فيعمل معنا، ثم يتفاجأ بأننا نتوقف كليًا عن العمل فيتوقف هو بدوره، ثم نطالبه بالعودة للعمل، وما أن يعمل حتى نقول له توقف، لذا وصف الباحثون هذه العملية بالمرهقة للعقل! أرجو من كل المديرين ألّا يستغلوا هذه الدراسة ويطالبوا الموظفين بعدم أخذ راحة قصيرة، وأن يتذكروا أن أفضل الأفكار جاءت بعد التأمل، ولا يمكن لأحد أن يتأمل وهو مشغول بعمل ما. بالمناسبة أعزائي المديرون.. أنصحكم بمعاملة الموظفين أحسن معاملة، لأن آخر الأخبار تقول بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل بديلًا عن الموظفين فقط، بل عن المديرين كذلك، والحكاية ستصبح بين روبوتات موظفين وروبوتات مديرين، لذا فقد يفتتح أحد الموظفين مشروعًا بعد أن يحل الروبوت بديلًا، وقد تصبح عزيزي المدير موظفًا عند موظفك السابق، لذا أنصحك بزيادة رواتب الموظفين وأوقات راحة كثيرة.. فالروبوت قادم.