مشوار المستشفى أثار فضول آل مخلص.. وحلم الطفل وقود الذهب وعد فهد يحيل موظف «أرامكو»
بطلا عالميّا
تتغذَّى المسيرة الرياضية لمحمد آل مخلص اليامي، البطل العالمي في الجوجيتسو، على وعدٍ مشتركٍ طرفُه الثاني ابنُه فهد، الذي يخضع منذ أعوامٍ للعلاج من مرضٍ في الرئتين وُلِد به. وتقلَّد اليامي ثلاث ميداليات ذهبية عالمية، ويتطلَّع إلى المزيد. ويدين البطل السعودي، صاحب الـ 40 عامًا، بالفضل فيما وصل إليه إلى فهد، الذي وعدَه بالصمود ضد المرض وتحمُّلِه بشرطٍ وحيدٍ، وهو أن يرى أباه بطلًا في هذه الرياضة القتالية وحاملًا لميدالية ذهبية. وبالفعل، عاين الطفلُ حُلَمه يتجسَّد ثلاث مراتٍ على أرض الواقع.
رحلة أمريكا
بعدما رُزِق محمد آل مخلص اليامي، موظّفُ شركة “أرامكو”، بفهد أحدِ أبنائه الأربعة، اكتشف الأطباء معاناةَ المولودِ من مرضٍ في الرئتين.
وإثر تواصلٍ مع وزارة الصحة، بدأت رحلةُ علاج الرضيع في الولايات المتحدة. سافر اليامي إلى أمريكا حاملًا فهد. وبعد فترة، لحِقَت به زوجتُه وباقي الأبناء. وبمرور الوقت، لاحظ الأب وجود صالة رياضية على الطريق الذي يقطعه يوميًا، سيرًا على القدمين، ذهابًا إلى المستشفى وعودةً منها. وبدافع البحث عن هواية، دخلَ إلى الصالة، وطلب التدرُّب فيها، فاكتشف أنها مركزٌ للجوجيتسو، وهي رياضةٌ أصولُها يابانية تُعدُّ أحد أقدم أساليب الدفاع عن النفس وتعتمد على المواجهة دون سلاح وليّ مفاصل الخصم بطريقة مهارية. آنذاك، كان وزن الأب قد وصل إلى 98 كيلوجرامًا، نتيجة الإكثار من الأكل الجاهز. ونزولًا على طلبِه، وافق القائمون على المركز على انضمامه إليهم وتعليمه الجوجيتسو. كانت تلك أولى خطوات صناعة بطل سعودي عالمي في اللعبة دخل إليها هاويًا للترويح عن نفسه.
فيلمان.. وثائقي وروائي
تصلح قصة محمد آل مخلص اليامي فيلمًا سينمائيًا. هذا ما توصّلت إليه شركتا إنتاج، كلٌ على حدة، الأولى سعودية والثانية من هوليوود معقل صناعة السينما العالمية والأمريكية. ورأت الشركة السعودية فيما فعله اليامي، بدءًا من سفره لعلاج ابنه وحتى تحوّله إلى بطل عالمي، حكايةً تستحق الثوثيق، فقررت إنتاج فيلم وثائقي عنه يركّز على معانيها الملهمة مثل قهر الصِعاب وتحويل المِحن إلى فرصٍ للنجاح. وسيظهَر اليامي بنفسه، في الوثائقي، مستعرضًا حياته ونقاط التحوّل فيها. وفي سياقٍ منفصلٍ عن الفيلم السعودي، تسعى شركةٌ من هوليوود، تواصلت بالفعل مع البطل السعودي، إلى إنتاج فيلم روائي طويل عنه يجسّد قصّته ويؤدي أدوار البطولة فيه ممثلون عالميون.
«شد حيلك».. كلمة السر
دأب محمد آل مخلص اليامي على رفع الروح المعنوية لابنه فهد خلال رحلة العلاج. وعلى الدوام، كان يخاطبه بعباراتٍ مثل “شد حيلك”، و”لازم تتحمّل”، و”خلّك بطل”، لتحفيزه على مقاومة المرض.
ولمّا كبُر الطفل قليلًا، تعرَّف على الجوجيتسو وأحبّها، من خلال ممارسة والده لها. وفوجئ الأب، ذات يومٍ، بفهد يردّ على عبارات التحفيز بالقول “أوعدك أشد حيلي.. لكن أنت كمان أوعدني تصير بطل”.
تأثّر اليامي بطلبِ صغيرِه، وقرر إسعادَه من خلال التفوق في ميدان الرياضة.
وبالفعل، توجّه إلى مدربيه طالبًا منهم أن “يشدّوا حيلهم” معه ويوصِلوه إلى مستوى يؤهله لحصد ميدالية في بطولة، وهو ما تحقّق بالفعل، في أكتوبر 2021، بعد نحو 9 أشهر من قطع الأب وابنه الوعد المشترك بينهما. وخلال العام الماضي، حصد الأب ميداليتين ذهبيتين أخريين، واحدة في أمريكا على غرار الأولى، والأخرى في الإمارات، فيما يستعد حاليًا لبطولة العالم في الجوجيتسو، المقرّرة الصيف الجاري في مدينة لاس فيجاس الأمريكية.