الهلال يفاوض وهم يوقّعون
طبّق الحوكمة بكل حذافيرها، ولم يفشل فيها مطلقًا، كما هو حال أقرانه. لم يكن يدخل في مشاكل مالية تتجدد كل سنة، ولم تسدد عنه الديون بالملايين، بقيت سيرته ناصعة البياض في أروقة FIFA.
ولم يشوّه سمعة الكرة السعودية، بل على العكس تمامًا، ظل ابنًا بارًا لكرة القدم السعودية وحمل لواءها في المحافل القارية والعالمية، وأصبح وصيفًا لأندية العالم، كأول لقب يحصل عليه نادٍ سعودي.
ورغم ذلك لم ينل استحقاقه من تعاقدات اللاعبين الأجانب فئة A كما هو الحال بالنسبة إلى النصر الذي كان له قصب السبق في نيل هذا الاستحقاق ومن بعده الاتحاد، وأخيرًا الضيف الجديد على دوري روشن فريق الأهلي الذي نال نصيبه، وبقي الهلال وحيدًا يترقب نصيبه الذي لم يأت بعد، وأصبحت جماهيره أسيرة لأخبار صفقات تحضر في وسائل الإعلام وتغيب في الواقع.
كم لاعبًا في العالم لم يفاوضه الهلال. تذهب الأيام وتكشف جماهيره أنهم ضحية أخبار لا تنتهي إلى حقيقة، وإلى مفاوض يفشل دائمًا في صفقاته خلافًا لباقي أندية الصندوق.
هذا هو الواقع الذي أثار جماهير الهلال وجعلهم يحولون سهام انتقاداتهم نحو الرئيس فهد بن نافل، دون وعي كامل بظروف وملابسات مفاوضات السراب، التي ستجعل من الهلال غير قادر على المنافسة مع الأندية الثلاثة بعد أن كان هو سيد المشهد وزعيمه، وربما يصبح شيئًا من الماضي وسط فوارق كبيرة بينه وبين النصر والاتحاد والأهلي.
وفي الوقت الذي ترى جماهيره أن فريقها بحاجة ماسة إلى لاعب عالمي، حيث طال الانتظار، وكثر القيل والقال، وارتفعت حدّة السؤال: لماذا نحن فقط من تفشل صفقاته في وقت ينجح فيه الآخرون؟!.
وهي تعرف حجم الخسائر إذا لم يحظ الهلال مثل بقية أندية الصندوق بلاعب من فئة A وأنها ستكون كبيرة ستضرب مدرجهم الفخم في مقتل.
فالأهلاوي سيملأ المدرج بحثًا عن محرز ومثله يفعل الاتحادي انتظارًا لبنزيما وسبقهما النصر مع كريستيانو، في حين بقي الهلال يأمل بمن يأتي، ويخشى أن تكون صفقاتهم التي تعج بها الصحف والمواقع مجرد وهم ومضيعة للوقت كما هو الحال مع ميسي ومبابي وفشل تلو الفشل، وهو ما يعني [تيتي تيتي زي ما رحتِ جيتي]!!