2023-08-20 | 23:41 مقالات

العائد من الموت

مشاركة الخبر      

عندما تتحول من إنسان إلى شاشة صغيرة تحمل أرقام ومؤشرات علاماتك الحيوية وتعجز عن الكلام والطعام والشراب حتى أنك تحارب لتتنفس الهواء وعيون من حولك تنظر إليك وكأنك عائد من عالم آخر عندها تتساءل في نفسك كم لبثت، ليأتي الجواب سريعًا لقد خرجت من عالمنا 5 أشهر، عندها فقط تطرح السؤال الأهم أين وصل بكم قطار النهضة السريع؟
الهلال وصيف العالم، كأس العالم للأندية في جدة، الأهلي يعود إلى روشن، صندوق الاستثمارات العامة يستحوذ على 4 أندية ويحول أحلامها إلى حقيقة، بنزيما وكانتي في الاتحاد، نيمار ومالكوم في الهلال، ماني وبروزوفيتش في النصر، محرز وفرمينيو في الأهلي، وما زال عقلي يحاول استيعاب كل هذه الأحداث وسط صراع جماهير أندية الصندوق الذين يطالبون بلاعبي الفئة A وسيبقى الوضع على ما هو عليه حتى 7 سبتمبر.
لن أتحدث عن المشروع السعودي الذي زلزل العالم، فقد أشبعه الجميع طرحًا وتحليلًا وثناءً وإشادة، ولم يسلم من هجوم الحاقدين والحساد حتى أرجف قلوبهم في كل مكان، لكنني سأتحدث عن تعاملنا مع هذا المشروع، والحقيقة أن الكثير منا ما زال يتعامل مع هذا المشروع بمنتهى السطحية الجوفاء، متمسكين بميول الأندية وانتماءاتنا لها، ولا أدري متى سنصل إلى الوعي الكامل بهذا المشروع وأبعاده التي تؤكد أنه مشروع وطن قبل أن يكون مشروع رياضة وطن.
المشروع العملاق لم يقتصر على استقطاب نجوم العالم، لكنه تجاوز ذلك إلى تطوير كامل للبنية التحتية للمنشآت والملاعب الرياضية، إضافة إلى الأجهزة الإدارية والفنية واللوائح والأنظمة والوسائل التقنية، ولا ينبغي أن يقف عند هذا الحد، فلا بد أن يواكبه تطور في الإعلام والمدرجات والتحكيم، وقبل هذا وذاك نحتاج إلى تطور الفكر قبل تطور العمران.
أخيرًا لم تعجبني الطريقة التي ظهر بها المدافع الدولي حسان تمبكتي وهو يعرض نفسه بالمزاد العلني على الأندية لصالح الشباب، وألوم هنا الإدارة الشبابية التي كان أولى بها أن تخرج لتصرح برغبتها في بيع عقد اللاعب بدلًا من وضعه في هذا الموقف المحرج، وشخصيًا أرى تمبكتي في الاتحاد مع احترامي لبقية الأندية المتنافسة عليه.
غاب قلمي بسبب مرضي فظل الوفاء حاضرًا من الوردية في عيونكم الذهبية في عيني فشكرًا للرياضية والقائمين عليها ولا أجد ما أختم به مقالي هذا سوى أن أطلب من قرائي أن يتقبلوا أحرف هذا المقال الذي يجسد باختصار صدمة العائد من الموت.