لا راعي معروف
في الهلال
حسنًا فعل الهلاليون بتدبير خروج آمن وهادئ للحارس الكبير عبد الله المعيوف بعد سنوات حافلة بالبطولات، ولكنها سُنّة الحياة دوام الحال من المحال.
المعيوف الحارس الكبير الذي توَّج تنقلاته المكوكية ما بين الهلال والأهلي، ونجح في خلق شعبية جماهيرية وعلاقة حب مع الهلاليين، الذين بادلوه الشيء نفسه ولقبوه براعي المعروف، برغم تحفظي على هذه العبارة، التي أرى أنها تغالط الواقع، فلم يخلق حتى الآن من هو صاحب معروف على الهلال. وآن الوقت لأن يترك مكانه ويرحل إلى حيث يرى مصلحته أين تكون، وهو ما فعله المعيوف بانتقاله للاتحاد.
صحيح أن هناك من يتمنى من الهلاليين أنفسهم بقاء المعيوف حتى آخر يوم في حياته الكروية في الهلال، ولكنه فضَّل أن يختم مسيرته بالاتحاد، وهذا هو زمن الاحتراف، ولا مكان فيه للعواطف. ومثلما بحث الهلال عن الأفضل لناديهم بالتعاقد مع أفضل حراس العالم، من حقه أيضًا البحث عن خاتمة تؤمن له مستقبله بعرض لا يقاوم مع الاتحاد.
من شاهد كلاسيكو روشن ليينج بين الاتحاد والهلال، يتيقن بأن تغيرات هائلة طرأت على مسيرة الدوري السعودي، والمحترف المحلي مطالب قبل غيره باستيعاب حجم المتغيرات والاستفادة منها بدلًا من العزف على وتر الجماهير واستغلال العواطف الجماهيرية دون مردود فني يقدمه على العشب الأخضر. نُقدّر المعيوف، والهلال حفظ له مكانته التي يستحقها، ولكن الواقع يقول حان الوقت الذي يرحل فيه برغبة مشتركة من الطرفين، لا ضرر ولا ضرار، وسيبقى الهلال زعيمًا، ويرحل من يرحل.
بقي أن أقول إن التعاقد مع الحارس العالمي ياسين بونو جعل الحراسة الهلالية في مأمن بعيدًا عن المعيوف وزميله العويس إن أراد الرحيل هو أيضًا، فالهلال لا يتوقف على أحد. والهلال الذي يمر بمرحلة بناء وتغيير جلد بعد جيل محلي عملاق حقق كل شيء، يحتاج إلى الصبر من الجماهير، وتقبل فكرة مغادرة أي لاعب مهما كانت نجوميته، فالبقاء للأفضل، وليس معنى هذا التفريط بالنجوم الكبار الذي ما زلوا يملكون القدرة على العطاء والتأثير، فمثل هؤلاء ليسوا للبيع أو المساومة، وأي لاعب يستطيع البقاء في الهلال متى ما كان قادرًا على إثبات نفسة ومزاحمة الأجانب، كما يفعل سالم وسلمان وسعود وعلي البليهي.