وينه؟
أخيرًا دق الجرس، أخيرًا اكتملت الصورة، أخيرًا انتهى الميركاتو الأقوى في تاريخ العالم، أخيرًا أغلقت فترة الانتقالات التي أرقت أوروبا وقضت مضاجع قيادات الرياضة هناك، فكانت ترتعد قلوبهم كلما اقتربنا من أحد نجومهم وكانت تدمع عيونهم وهم يشاهدون مواهبهم تنضم إلى دورينا واحدًا تلو الآخر.
لا يختلف اثنان على أن الهلال والنصر هما الأكثر استفادة في فترة الانتقالات الصيفية، فكلاهما مرصع بنجوم عالميين قادرين على المنافسة في دوري أبطال أوروبا، يليهم الأهلي الذي غير جلده بالكامل محليًا وأجنبيًا، وكان من الممكن أن يرضي جماهيره بشكل كامل لو نجح في التوقيع مع محور ارتكاز ومدافع محلي، كما أن الجماهير ما زالت ساخطة على حارس المرمى وثنائي الدفاع، مع أنني أرى أن المدافع البرازيلي ما زال يملك الكثير، أما الاتحاد فلم يستفد سوى من 3 صفقات برأيي بنزيما وكانتي وفابينيو، ولن أستعجل في الحكم على المدافع الإيطالي رغم أن مؤشراته الأولية ليست مبشرة.
بعيدًا عن الأندية الكبيرة برزت أندية التعاون والفتح والاتفاق والفيحاء بصفقاتها المميزة مع لاعبين سيكون لهم بصمة واضحة في ساحة المنافسة هذا الموسم في إشارة صريحة إلى أن لغة المال ليست اللغة الوحيدة للنجاح، فهناك لغة الفكر التي متى ما صاحبت لغة المال صنعت الفارق بشكل كبير حتى وإن شح الدعم فرب ملايين تفوق مليارات.
ظاهرة مزعجة، لم تعجبني في هذا الميركاتو، وهي أن اللغة المتصدرة في مواقع التواصل الاجتماعي انتقلت إلى البرامج الرياضية التلفزيونية، فشاهدنا إعلاميين كبار ينجرفون وراء الشائعات هنا وهناك، بل ويؤكدون صحتها بشكل قاطع حتى شاهدنا صلاح في الاتحاد، وميسي في الهلال، وزيلينسكي في الأهلي، حتى أن بعضهم كان يزود الجماهير عبر منابرهم الموثوقة بأرقام رحلات هؤلاء اللاعبين، وكأنهم يجلسون معهم في المقعد المجاور بالطائرة.
نعم انتهت فترة الانتقالات، لكنني ما زلت أرى تلك الجماهير تمسك بخناق كل إعلامي تلاعب بمشاعرهم وعبث بأعصابهم بشأن قدوم هذا ومجيء ذاك، وتطرح عليه سؤالًا واحدًا لا ثاني له، وينه؟؟؟