أسد هنا..
نعامة هناك!
ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي توجه فيها السهام نحو من يدير دفة الأمور الفنية للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم.
والتجارب علمتنا أن الكثير مع الأسف الشديد لا يريد صلاحًا للأخضر السعودي، وكل ما يعنيه أن يرى تشكيلة الأخضر ترضي كل الأذواق، بعيدًا عن رؤية المدرب وخططه واستراتيجياته القريبة منها أو البعيدة.
وليس غريبًا الهجوم المحموم الذي طال مدرب المنتخب السعودي روبرتو مانشيني بعد أول ثلاث تجارب منذ توليه مهامه الرسمية في قيادة الأخضر.
ولا أعلم لماذا يتجاهل هؤلاء المهاجمون أن مانشيني ما زال في طور التعرف لبناء منتخب قوي، يستطيع من خلاله خوض غمار المنافسات الآسيوية، التي سيكون تحقيق لقبها هدفًا أساسيًا لا تراجع عنه، والمدرب نفسه يعرف ذلك، وأكد الأهمية البالغة لتحقيق زعامة آسيا منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه التعاقد معه لقيادة الأخضر السعودي.
ولمن لا يعرف مانشيني، فهو تمكن من الفوز بلقبي كأس إيطاليا، ولقبي كأس السوبر الإيطالي، وبطولة الدوري الإيطالي ثلاث مرات مع الإنتر. كما تمكن مانشيني من الفوز بكأس إيطاليا مع فيورنتينا ولاتسيو.
في أواخر عام 2009 انتقل روبيرتو مانشيني إلى إنجلترا ليخلف المدرب الويلزي مارك هيوز في تدريب فريق مانشستر سيتي بعد أن رشحه ملاك الفريق الإماراتيين بحسب “ويكيبيديا”، حيث نجح من الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز معه بعد أكثر من 45 عامًا من الغياب.
الغريب أن هناك من يُعيّر الأخضر بغيابه عن تحقيق الكأس الآسيوية لأكثر من 20 عامًا، وهو توّج على عرشها ثلاث مرات، ويتناسى الإنجازات الكبرى للأخضر والتأهل لنهائيات كأس العالم والفوز على بطل العالم في الملحمة الكروية الشهيرة.
وهؤلاء أنفسهم يغمضون أعينهم عمدًا عن أحوال أنديتهم التي لم تحقق دوري أبطال آسيا طوال تاريخها.
أصبحوا أسودًا على المنتخب ونعام على أنديتهم، وهو وضع لا يستقيم.
توجيه الانتقاد الموضوعي للمدرب، حق مشروع دون أن يكون الأخضر ساحة لتصفية حسابات الميول الضيقة، ولندع مانشيني يصنع التاريخ في السعودية بعد أن صنعه في أوروبا.