العالم
الذي نعيش
* في العالم الذي نعيش فيه حكاياتٌ لا تنتهي، منها الحزينُ والسعيدُ، ومنها “العبيط”، والعاقل مَن يتأمَّل في الحكايات، ليأخذ العبر، ويمشي فيما هو مضمونٌ، ولا يجرِّب ما نهاياته ونتائجه سيئة.
أكثر ما يثير حسرتي عندما أقرأ حكاية شخص ذكي، استخدم ذكاءه في أمر غير مشروع، لأنه بذلك حوَّل النعمة إلى نقمة، والقوة إلى ضعف، فمَن لا يوجِّه ذكاءه نحو الخير، يصبح ذكاؤه المميَّز مشكلة حياته، وسبب شقائه. في بولندا، تمَّ القبض على شاب، استطاع أن يسرق أكثر من مرة، إحداها من محل مجوهرات! كان الشاب يمسك حقيبةً في يده دون حراك، ويتظاهر بأنه تمثال عرض للملابس أمام نافذة أحد المحال، ليبدأ سرقاته بعد إغلاق المركز التجاري. كانت إجادته في التحوُّل إلى تمثال لعرض الملابس ممتازةً، لأن أحدًا لم يكتشفه، لكن الكاميرات هي التي كشفته لاحقًا! الفكرة والأداء، يعودان لشاب لديه ذكاءٌ، لكنه ذكاءُ شرٍّ! كان في إمكانه أن يتوجَّه نحو المسرح، ويصبح فنانًا، ومَن يدري، قد ينجح ويصبح فنانًا كبيرًا ومحبوبًا في مجتمعه، أما بعد الذي فعله، فكل ما يستطيع عمله الآن، هو أداء دور التمثال أمام زملائه المساجين.
* مدرسةٌ إعداديةٌ في مقاطعة ساسكس البريطانية، عيَّنت “روبوتًا” مديرًا لها، بالشراكة مع مدير بشري. “ديلي تلجراف” التي نشرت الخبر، ذكرت أنها أول مدرسة تدار بالذكاء الاصطناعي، وأن المدير الجديد يتميَّز بقدرته على تحليل كميات كبيرة من البيانات، إذ يحفظ درجات الطلبة، وأعذار غياباتهم السابقة، وكل المحادثات بينه وبين المتحدثين معه، ويتذكر كل شيء تقريبًا، ويعطي المدرسين أفضل القرارات في حال طلبهم الاستشارة، ولا يغيب بسبب المرض، ولا يصاب بالغرور، ولا يتحدث عن نفسه وذكرياته العظيمة. مثل هذا الروبوت مشكلة للمديرين بصورة عامة، لأنه يهدد وظائفهم، ومشكلة للذين يعرفون كيف يكسبون ود المدير بالتملُّق والنفاق، فلا أعرف ما الذي سيفعلونه عندما يصبح مديرهم روبوتًا!
* فهد المساعد:
الصيف ودّع شمسه.. وعوّد البرد
وعادت صباحات المطر والنسايم
قم يا صباح الغيم والعشب والورد
شف وش كثر نشتاق لك وأنت نايم.