المزحة القاتلة
مقلب اللصوص أودى بحياة ملاك لاتسيو الأشقر
تُوّج فريق لاتسيو الأول لكرة القدم، بلقبه الأول في الدوري الإيطالي تاريخيًا، عام 1974، بقيادة جيل لافت من اللاعبين، ومن بينهم لوتشيانو تشيكوني، لاعب الوسط الذي عُرف بـ “الملاك الأشقر”، وكذلك بلقب “تشيكو نيتزر”، تيمنًا باللاعب الألماني جونتر نيتزر، نظرًا لتشابه ملامحهما وبنيتهما الجسدية. ومثَّل تشيكوني فريق لاتسيو في نحو 140 مباراة، كما حضر في قائمة المنتخب الإيطالي في نهائيات كأس العالم عام 1974، إلا أنَّ مسيرته انتهت مبكرًا، ليس بسبب قرار شخصي أو معركة مع الإصابات، إنَّما بعد حادث أودى بحياته وهو في الـ 28 من العمر، إذ فارق الحياة خلال تأديته لـ “مقلب”. وفي 18 يناير 1977، قرَّر تشيكوني الذي عُرف بشخصيته المرحة، تنفيذ مقلب مع اثنيْن من أصدقائه، أحدهما اللاعب بييترو جيدين، فدخلوا إلى محل لبيع المجوهرات في العاصمة روما على أنهم لصوص، وطلبوا من العمال والزبائن رفع أيديهم، لكن هذه “المزحة” لم تنطلِ على برونو تابوكيني، مالك المحل. وكان تابوكيني قد تعرض للسرقة قبل أسابيع قليلة من هذه الحادثة، وكان خائفًا من حدوث ذلك مجددًا، فأخذ احتياطاته وامتلك بندقية، واستخدمها لإطلاق النار على صدر تشيكوني، ليفارق الأخير الحياة بعد 30 دقيقة من الحادثة، ويُحكى أن كلماته الأخيرة كانت “إنها مزحة، إنها مجرد مزحة”.
ويقول جيدين، شريك تشيكوني في المقلب، إن مالك المحل كان قادرًا على رؤية وجوه “الممثلين”، إلا أن تابويكني أكّد أنه لم يكن يعرف اللاعب. واحتجز تابوكيني مدة 18 يومًا للإفراط في الدفاع عن النفس، قبل تبرئته، فيما فارق تشيكوني الحياة دون وداع تشيزارينا زوجته، وستيفانو ابنه البالغ من العمر عاميْن، وفرانشيسكا مولودته الجديدة. وعارض الكاتب ماوريتسيو مارتوتشي، في كتاب نشره عام 2012، نظرية المزحة، مؤكدًا بعد اطلاعه على وثائق المحكمة أن تشيكوني قُتل دون التفوه بأي كلمة، فيما ذكرت صحيفة “إلفاتو كوتيديانو” أن اللاعب لم يفعل أي شيء يمكن وصفه بمحاولة سرقة.