العالم
الذي نعيش
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، وكالعادة لن أختار منها ما يخيف أو يبعث على الحزن، لاعتقادي بأن الأخبار والدراسات المفرحة أكثر بكثير مما ينشر أو يقال. أعتقد أن وسائل الإعلام العالمية تحاول ربط قرائها بما يثير مخاوفهم، لكي يبقوا على صلة معها بحثًا عن الطمأنينة بين سطورها.
لماذا تباع ألماسة بـ 50 مليون دولار؟ لماذا تباع قطعة صغيرة لا تتجاوز 3 سانتي متر بأكثر من قيمة عمارة لا تقل شققها عن 100 شقة؟! صحيح أن الأمور لا تقاس بالحجم، لكن المبالغة أيضًا تجعل الأسئلة مشروعة. دار سوذبي تطرح هذا الأسبوع أكبر ألماسة زرقاء قد تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار، تعتبر (blue royal) من أندر الماسات من حيث نقائها وحجمها (17.6 قيراط). وأنا أكتب السطور الماضية وكأن صوتًا يجيبني على السؤال الذي طرحته (لماذا الألماسة أغلى من العمارة) والإجابة أن هذه الألماسة فريدة الحجم وهذا ما يميزها، ولأن هواة الألماس سيتطلعون إليها مما يجعلها عرضة للطلب الدائم، كما أن قيمتها تزداد مع مرور الوقت، دون الحاجة لصيانتها ورعايتها، بينما العمارة رغم الأرباح التي تحققها إلا أن إدارتها متعبة وتسبب وجعًا للرأس. فالصيانة لا تتوقف، وشكاوى السكان لا تتوقف، وأمزجتهم وأخلاقياتهم (أنت وحظك). بالإضافة لوجود آلاف العمارات في المدينة، بينما لا يوجد في العالم كله مثل هذه الألماسة الزرقاء الكبيرة واللامعة. أقنعتني الإجابة. قبل حوالي سنتين قرأت عن الألماس، واكتشفت أنه من عائلة الفحم، كانت معلومة جديدة ركضت بها للإذاعة، وعندما ذكرت لزميلتي في البرنامج عن حقيقة أن الألماس مجرد فحم، وعلى النساء ألّا يثقلن على أزواجهن بشراء ألماس لأنه فحم، ولأنهن يستحقن ما هو أثمن من الفحم كالفضة مثلًا، فأجابت الزميلة: موافقين على الفحم.. شرط أن يكون براقًا.. هل تبخلون على زوجاتكم بشراء الفحم لهن؟.. ما الذي يحدث للدنيا!؟
أعتذر جدًا ممن يعملون في مهنة البناء والصحافة وللندلاء ومصففي الشعر، فآخر الأخبار تقول إن الروبوتات في طريقها للاستحواذ على وظائفكم، أرجوا ألّا ينتابكم الخوف، فالرازق هو الله، ومن يعلم فقد يكون ذلك سببًا في اتجاهكم لوظائف أكثر متعة ودخلًا. لن أخفيكم بأني كلما قرأت عن قرب استحواذ الروبوتات على وظائف جديدة أقول (حلو) لأن المثل الشعبي يقول (حشرٍ مع الجماعة عيد) فمهنة الكتابة والتقديم الإذاعي سيستحوذ عليها الروبوت قريبًا، الله لا يوفقه!