#روايةـ عالمية حرب كرة القدم..
تهجير واجتياح في تصفيات مونديال 1970
يُعدّ منتخب السلفادور من منتخبات الصف الثاني في منطقة كونكاكاف، فهو لا يملك أي لقب في بطولة الكأس الذهبية، الخاصة بمنتخبات أمريكا الشمالية والوسطى، ولم يصل إلى مربعها الذهبي منذ الثمانينيات، إلا أنّه حقق إنجاز التأهل إلى كأس العالم عام 1970، ولو أن التأهل جاء بعد معركة كروية مع منتخب هندوراس في التصفيات، ومعركة حقيقية بين البلدين، فيما بات يُعرف بحرب كرة القدم.
وتعود جذور النزاع بين البلدين إلى مشاكل ديموغرافية، إذ تصل مساحة هندوراس إلى 5 أضعاف مساحة السلفادور، لكن التعداد السكاني في السلفادور كان أكبر، الأمر الذي أدّى إلى حملات من النزوح، ليصل عدد السلفادوريين المقيمين في هندوراس إلى 300 ألف ذاك العام، ما شكّل 10 في المئة من إجمالي سكان هندوراس حينها، وسبق ذلك استعادة الحكومة الكثير من الأراضي التي احتلها المهاجرون السلفادوريون بشكل غير قانوني، في قانون إصلاح للأراضي.
والتقى الفريقان في الدور الثاني من تصفيات منطقة كونكاكاف المؤهلة إلى نهائيات المكسيك 1970، وفاز منتخب هندوراس ذهابًا بنتيجة 1ـ0 على أرضه وسط مشادات بين المشجعين، وفاز السلفادوريون إيابًا في مباراة تخللتها أعمال عنف أكبر، ثم أجريت مباراة ثالثة فاصلة على أرض محايدة بتاريخ 27 يونيو 1969، وحسمها منتخب السلفادور بعد التمديد.
وفور انتهاء المباراة الثالثة، وعلى الرغم من فوز منتخب السلفادور، إلا أن الحكومة السلفادورية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع هندوراس، بعد إجبار نحو 12 ألف سلفادوري على مهاجرة الأراضي الهندوراسية، ثم بدأت عملياتها العسكرية في 14 يوليو، واستمرت الحرب 100 ساعة سقط خلالها 3 آلاف ضحية من الجانبين، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 يوليو، وانسحاب نهائي للسلفادوريين في 2 أغسطس.
وعلى الرغم من تسبب السلفادور بالحرب، إلا أن منتخبها شارك في نهائيات كأس العالم التالية، وخسر جميع مبارياته في دور المجموعات أمام الاتحاد السوفيتي والمكسيك وبلجيكا، دون تسجيل أي هدف، لكنه سجّل بلا شك تأهلًا غريبًا ومريرًا إلى المونديال. الجدير بالذكر أن المنتخبين تأهلا معًا، بصفتهما ممثلين وحيدين لمنطقة كونكاكاف، إلى نهائيات إسبانيا 1982.