«ولا ريال»
التاريخ يعيد نفسه وفي كل مرحلة من مراحله يبقى النسق الثقافي الأصفر ثابتًا لا يتغيّر، رغم تغيّر الحوادث والأيام، وفي كل مرة يكررون نفس السيناريو (المغلوط) دون خوف ولا حياء.
قبل سنوات بسيطة ومع انطلاق المرحلة الانتقالية للكرة السعودية وفق الرؤية المجيدة وتغنوا بوسم (ما لحد منة) مدعين بأن محترفي فريقهم الثمانية من رجالات النادي على عكس بقية الأندية، رغم أن ناديهم كان ثاني الأندية ديونًا وممنوعًا من التسجيل بقرارات دولية بل وعليه نسبة ثمانية وأربعين بالمئة من إجمالي الديون الخارجية، ويتم تصفير الديون من الدولة حفظها الله في قرار صب لصالح الكرة بشكل عام وناديهم من أكثر الأندية استفادة ولم يكملوا سنة واحدة، وبعد أن عادت الديون مرة أخرى وتراكمت فباتوا يطالبون وزارة الرياضة بتسديدها، باعتبار أن اللاعبين من أحضرتهم الوزارة وهي من يتكفل بعقودهم ومرتباتهم الضخمة، واعتبروا أن ذاكرتنا ذاكرة سمك وأننا نسينا (ما لحد منّة).
وفي الموسم الماضي كرروا نفس (الوسم) ولكن بطريقة مختلفة، فبعد التعاقد مع الدون ومع أن الجميع يعلم علم اليقين بأن مشروع تطوير كرة القدم السعودية والجهات الرسمية ذات العلاقة هم من تكفلوا بصفقته المليارية زعموا بأن رجالات ناديهم هم من جلب الأسطورة العالمية، علمًا بأن ناديهم كان مديونًا وعلى مشارف إيقاف دولي جديد، وقد صدر قرار من الفيفا بذلك، ورغم أنه أيضًا عجز عن مخالصة بيتي وماشاريبوف وإحضار (مراد باتنا) بالإعارة فقط في الفترة الشتوية، فكيف لهم أن يدفعوا المليارات في لاعب ويعجزوا عن توفير (ملاليم) لسد شواغر الفريق الذي خرج بموسم (صفري).
فريقهم طوال تاريخه لم يعرف عنه الغنى بل عانى العديد من المشاكل المالية حتى في أبسط الأشياء وقاعدة (رخيّص وكويّس) هم من جعلها من معايير صفقاتهم حتى أرخص الأغراض قيمة عجزوا عن توفيرها لدرجة أن (حامية الساقين) يتبادلها اللاعب البديل مع المستبدل، ولدرجة أن رجالاته كانوا يجتمعون في مزرعة لتجميع (قطة) كامل مبلغها لا يساوي راتب أسبوع للدون.
مثل هذا النسق وفي الزمن الحاضر المشاهد أعطى صورة واضحة لكل الساحة بحقيقة تعاملهم.