على أجنحة الصقور

بعيدًا عن إثارة دوري روشن وصخبه، كانت هناك إثارة أخرى، وصخب من نوعٍ آخر في انطلاقة مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2023، وهو ما عكس الاستعداد الجيد للصقارين المحترفين والمحليين لهذا الملتقى العالمي الكبير.
منافسة حامية وتحديات بلغت ذروتها في أشواط جير بيور (فرخ وقرناس).
الإثارة اللافتة التي كانت عليها الأدوار التأهيلية دليل واضح على نجاح نادي الصقور السعودي في إعادة الشغف لهذا الموروث الأصيل، وترجمة حقيقية لما تحظى به هذه الهواية من دعم من أجل المحافظة على موروثها وتعزيز الانتماء إليها لدى مختلف شرائح المجتمع، وامتداد لمساعي نادي الصقور السعودي في تنويع البرامج والفعاليات التي تسهم في تعزيز موروث الاهتمام بالصقور في المملكة العربية السعودية.
سباق الملواح والذي يقام على مسافة 400 متر، هو مسابقة تنافسية بين الصقارين، تكون الغلبة فيها لمن يحقق التوقيت الأفضل في قطع هذه المسافة، وهو تنافس جميل يعزز الكثير من الأهداف الجميلة، وأبرزها تدريب الشباب على سباقات الملواح، وتشجيع مزيد من الأفراد على تطوير مهاراتهم في هذه الهواية، إلى جانب تعزيز دور نادي الصقور السعودي في الحفاظ على موروث هواية الصيد بالصقور، وتمكين الصقارين من ممارسة هوايتهم، والإسهام في التعريف بسباق الملواح لجميع شرائح المجتمع، وتعزيز الفعاليات الخاصة بالصقور وتنظيم المشاركة الوطنية فيها.
عشاق سباقات الملواح لم تنته متعتهم وتحدياتهم الخاصة، فهم سيكونون على موعد كبير وتحدٍ جديد مع تقدم أيام المهرجان، وانطلاقة أشواط المحترفين خلال الأيام المقبلة.
أتوقع أن تحقق النسخة الحالية العديد من الأرقام القياسية في ظل المشاركة الواسعة والاستعدادات المكثفة التي كان عليها الصقارون المحليون بشقيهم المحترفين والهواة، والدوليون كذلك من الخليجيين ومن جميع أنحاء العالم.
بقي أن أشير إلى إن كنت من المحظوظين، ووقفت بنفسك على أي من مناشط وفعاليات نادي الصقور السعودي، الماضية والحاضرة، فستعلم وتدرك وتتيقن أن سباقًا يجري وجهودًا تسارع الخطى لوضع هذا الموروث الأصيل في مكانته التي تليق به بقيادة شباب سعودي لا يرى سوى القمة.