شريط فيديو «مؤجر» يعيد ذكريات جنيف 1988.. وحفل لندن 1997 يوحّد الفضائيات الليلة.. الرياض تتوج
فنان العرب بـ«ألماسة» الطرب
فيلم فيديو يتجاوز الساعتين سطّر على شريطه الأبيض اللاصق “حفلة محمد عبده جنيف 1988م”، قيمته لا تتجاوز 50 ريالًا “نسخة أصلية”، وعند استئجاره من محل الفيديو “مع رهن البطاقة أو الرخصة” يصبح بـ10 ريالات على أن يعود بعد 24 ساعة وإلا وقعت عليه “عقوبة صارمة”، فحار الطرب بين المتعة والمخالفة.
يتجمع الأصدقاء والعشاق أمام جهاز تشغيل الفيديو، الذي يحتاج إلى شخص مفتول العضلات لنقله، فيدنو عليهم فنان العرب بجسم نحيل وبدلة رسمية رصاصية اللون، مجتمع الأناقة، وفرقة أوركسترا، أبهروا الحضور ومن يشاهدهم عبر “التلفاز الخشبي” بصعود سلالم الألحان ونزولها، فتسيدوا المسرح ومن أمامهم أبو نورة، “لم يطلّ ابنه عبد الرحمن بعد على الدنيا حينها”، فضبطوا الحفل بدقة في بلد الساعات، وعاشت جنيف وحدها من أجمل لياليها كما يصفها كل من عاصر تلك الحقبة، وفيها غنَّى محمد عبده “وهم”، “العقد”، “أنت معاي”، فكان الجوهرة التي لا تقدر بثمن في عاصمة المجوهرات.
وعاش العبداويون على حسّ “جنيف”، وكأنهم يردون على أسمهان بعد أن غنَّت بأن ليالي الأنس في فيينا، وابتعد بعد ذلك فنان العرب أعوامًا طويلة أشبه بالاعتزال في زمن كان يفترض أن يحتفل فيه بيوبيله الذهبي، قبل أن يقرر العودة من الباب الواسع، ويتفق مع كل من اختلف معه ويكون أقرب الناس، ويعلن حفل لندن 1997م، ووقتها ظهرت المحطات التلفزيونية، واكتفى أهل الطرب من الكادحين شر مخالفات أجرة أشرطة محلات الفيديو، لكنهم صدموا برفع المقاهي الأسعار، وضبطوا ساعاتهم على الـ 09:00 مساءً ودقت قبل أن تضرب عقارب ساعة “بيج بين”، فظهر بوزن أضخم قليلًا، وتنقل بين البدل الرسمية وألوانها، وتوحّدت شاشات الفضائيات وكأنه ديربي أو كلاسيكو، لكن الجمهور لم يختلف.. و”كل ما نسنس” فنان العرب رددوا معه “سلم علينا ولو بعينك”..
حفلة سجَّلها التاريخ ولم يعرف صانعوها تجاوزها، فأصبحت مرجعًا عندما يحضر أي حوار طربي أو يزج باسم محمد عبده في نقاش فني، ولم يعرف حينها فنان أن يضاهيها وحتى محمد نفسه.
يعزو مختصون من النقاد أن نجاح حفلتي جنيف ولندن على الرغم من إحياءه مئات الحفلات، يعود إلى اختيار الأغاني الطويلة، وتألق الفرقة العازفة على طريقة الأوركسترا. وتنقل العملاق محمد عبده بين العواصم والمدن، لكن الذاكرة لا تزال تحفظ حفلتَي عاصمتيّ السلام والضباب.
مع انطلاقة فعاليات الهيئة العام للترفيه في العام 2018، تسيَّد فنان العرب الساحة الغنائية وكان أول من أطلق الحفلات، وذرفت عيناه في كل مرة يقف فيها على المسرح أو يتحدث للصحافيين، مبينًا أنه جاء اليوم الذي يُحيي فيه حفلات في أرض الوطن، وقدم ليالٍ لا تنسى، وقوبل بالوفاء عندما نحت اسمه على جدران أكبر مسارح بوليفارد رياض سيتي، والتقى “المعازيم” في عام 2022م، فصنع تاريخًا جديدًا، لكن القائمون على الهيئة العامة للترفيه، يرون بأن هناك حلقة مفقودة في حفلات النجم التاريخي على الرغم من أنه صدح بالعشرات خلال المواسم الثلاثة الماضية.
فوقع الاختيار على أن تُنظَّم ليلة تاريخية بمناسبة اليوبيل الماسي 60 عامًا، “كما يحسبها الإنجليز”، اليوم، تجسد مسيرة الفنان الكبير، ويقف خلفه أكثر من 180 عازفًا وليقدم أروع أغانيه “الأوركسترا” لتكون الرياض 2023، عاصمة الطرب والفن لتتجاوز ليلتي جنيف ولندن، كما يرى القريبون من المشهد الفني، نظرًا لما تحمله من تحضيرات كبرى ومفاجآت إلى جانب إحيائه ليلة مرادفة خصصت لشعبيات النجم الماسي، غدًا، وتنظمها روتانا وتشرف عليها الهيئة العامة للترفيه.محمد عبده فنان يسمع بالقلوب وليس بالآذان كما وصفه المستشار تركي آل الشيخ مهندس الليلة ورئيس الهيئة العامة للترفيه أمس عبر حسابه الشخصي.
4 بروفات تجهز «اليوبيل الماسي»
استعد فنان العرب محمد عبده، بأربع بروفات في مرواس قبل الليلتين المنظمتين، ضمن فعاليات موسم الرياض بنسخته الرابعة.
ووفقًا لما كشفت عنه لـ”الرياضية” مصادر خاصة، أمس، استغرق النجم السعودي الكبير المُكنى بـ ”أبو نورة” في البروفة الواحدة 4 ساعات، وذلك استعدادًا للحفلتين الطربيتين المنتظر تنظيم أولهما اليوم بمسمى “اليوبيل الماسي” بقيادة المايسترو وليد فايد، والثانية غدًا بمسمى “شعبيات اليوبيل الماسي”.
ويحتضن مسرح فنان العرب كلتا الليلتين، بتنظيم شركة “روتانا” للصوتيات والمرئيات، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه.
08:00 مساء.. فتح البوابات
تبدأ شركة “روتانا” للصوتيات والمرئيات، اليوم، في استقبال حضور حفلة “اليوبيل الماسي” لفنان العرب محمد عبده عند الـ08:00 مساءً.
ويحتضن مسرح محمد عبده أرينا الواقع في بوليفارد سيتي، إحدى مناطق فعاليات موسم الرياض بنسخته الرابعة، الليلة الطربية المرتقبة، والتي تبدأ أُولى وصلاتها الغنائية عند الـ10:00 مساءً، وتستمر حتى الـ01:00 صباحًا، برعاية الهيئة العامة للترفيه.