مانشيني.. ماذا يفعل؟
حتى والمنتخب السعودي يخطف بطاقة التأهل، متصدرًا مجموعته في كأس أمم آسيا، بقيت الأجواء تجاه مدربه الإيطالي مانشيني مشحونة، ولم تتوقف الانتقادات التي افتقدت في غالبيتها للوجاهة.
البعض لم يستطيع حتى الآن التخلص من ردة الفعل لتصريحات المدرب السابقة، التي كشف فيها بكل صراحة تقاعس مجموعة من اللاعبين في تمثيل الأخضر في هذه الفترة، ولم يكن انطلاق المنافسات، أو تصدر الأخضر لمواجهة كوريا الجنوبية، غدًا، كافيًا لتعليق مثل هذه الانتقادات المتطايرة حتى الفراغ من المهمة الآسيوية.
كان بالإمكان الانتظار حتى تظهر الحقيقة كاملة من اللجان المعنية في اتحاد القدم، وبعدها لكل حادث حديث، دون استرجاع هذه القصة، واتخاذها سيفًا مسلطًا على المدرب، وأن يكون همك فقط التفتيش على أخطائه الفنية، وتجاهل حقيقة أن الأخضر السعودي مازال في البطولة، ويشق طريقه بثبات وتصاعد.
لا بأس من توجيه الانتقادات ذات الأبعاد الفنية للمدرب، هذه أمور طبيعية لا مناص منها في كرة القدم، ولكن ليس من المعقول أو المقبول أن أضع المدرب شماعة لأي نواقص ليس مسؤولًا عنها بالأساس.
هل مانشيني يتحمل المسؤولية في فقر المهاجمين أو أن يكون جزءًا منها؟
هل مانشيني بإمكانه أن يعيد الكرة السعودية لأن تكون ولادة في ظهور مهاجم فتاك يرفع المنتخب على كتفه، والأندية كلها تستعين بالمهاجمين الأجانب من كل حدب وصوب؟
هل مسؤولية مدرب أي منتخب في العالم، وليس مانشيني وحده، البحث عن لاعبي المستقبل وتجهيزهم، أم أن هذه بالذات مسؤولية تقع على عاتق الأندية وحدها، ويظل مدرب المنتخب مهتمًا باللاعب الجاهز الذي يخدمه في ظروف فترات معدودة.
الإنصاف اختفى تمامًا في كافة صور التعاطي مع مانشيني الأخضر، حيث كان من المفترض أن تختفي جميع الألوان، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا.
لا يمكن لأحد توجيه اللوم لمانشيني في هذا الوقت تحديدًا، وهو يملك منتخبًا بلا مهاجم حقيقي، وعليه الكلام، لم ينجح إلا في تسجيل هدف وحيد عن طريق عبد الرحمن غريب.
قليل من الواقعية ستجعلك ترى الأمور بشكل مختلف، لا أن تكون المشانق منصوبة لمحاكمة هذا أو ذاك، فالمهم أن يكون الأخضر السعودي هو سيد المشهد.