الرياضة للكل
كرة القدم، هي المتنفس الرسمي للشعوب، لأنها لا تفرِّق بين غني وفقير، وهي من الأساس لعبة الفقراء، فالجميع يشجِّع، وله نصيبٌ في المتعة والإثارة خارج المستطيل الأخضر من خلال تحقيق البطولات، بالتالي زيادةُ عدد الأندية الفكرةُ منها خدمة الغني والفقير عبر الشركات والمنظمات التابعة لها، وهذا بالطبع يتوفر في طبقة القادرين الذين لديهم هدفٌ واحدٌ، وهو الاستمتاع بالاستثمار الرياضي، أما الفقير فله هدفٌ آخر، وهو زيادة عدد البطولات وعدد المنتخبات في البطولات، كما كأس آسيا الآن، وكأس العالم في المقبل القريب، وهذا ما يجعلهم أيضًا يستمتعون بفكرة الاستثمار بعد أن شاركت أنديتهم، أو منتخباتهم فيها، وأصبح لها مكانٌ في عالم صناعة الرياضة.
في عالم الرياضة الجميع يستفيد من كرة القدم، ولدينا نموذجٌ حي أمامنا اليوم، وهو دولة البرازيل، فلولا كرة القدم لغرقت في كثير من المشكلات الاقتصادية، فبحسب المركز الدولي للدراسات الرياضية، فإن هذه الرياضة أسهمت بنحو 5 في المئة من إجمالي الدخل للبلاد، لتنتقل من مجرد لعبة إلى قيمةٍ للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتسهم في تطوُّر الأمم.
ولا أغفل هنا دورَ نادي مانشستر يونايتد، وربطه بالثورة الصناعية، إذ كان له دورٌ كبيرٌ في جعل المدينة سادس أكبر مدينة في أوروبا بدخولها مجال الصناعة بعد أن شكَّل المهاجرون الشريحة الأكبر من سكان مانشستر، وبطبيعة الحال كان هؤلاء المهاجرون يبحثون عن العمل حتى وجد معظمهم في كرة القدم ملجأً لشغل الفراغ، وربما لكسب العيش.
ولن أذهب في الوقت بعيدًا، فقد أسهم نمو اقتصاد كرة القدم في برشلونة خلال الموسم الذي سبق جائحة كورونا في تحريك النشاط الاقتصادي في إسبانيا برمتها عام 2019 بمقدار ثلاثة مليارات و214 مليون يورو، ما انعكس إيجابًا على إجمالي الناتج المحلي بواقع مليار و773 مليون يورو، كما أوجد النادي ما يزيد عن 31.475 فرصة عمل، وفقًا للبيانات الصادرة عن شركة «PWC» الاستشارية في برشلونة.
كرة القدم تتمتع بشعبية جارفة، تقدَّر بأربعة مليارات شخص، لذا علينا استغلال هذا الشغف الكبير من خلال توفير فرص العمل في قطاعات الرياضة المختلفة.