أيام الغضب في حياة مانشيني.. هددوه بالقتل.. وصفوه بالخائن.. وهاجم صحافية واعتذر
تتوارى نجاحات الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، في كثير من الأحيان، خلف صراعات داخلية وتصريحات جدلية تكسر العلاقة بين الرجل ومحيطه.
وبعيدًا عن خلافات المدرب العديدة مع لاعبين بعينهم أمثال الإيطالي ماريو بالوتيلي، والأرجنتيني كارلوس تيفيز، والصربي نيمانيا فيديتش، وآخرين ممن تناولتهم الصحافة، أو غابوا عن صفحاتها، فإن المدرب كان غالبًا ما يغادر وسط أجواء مشتعلة ومشحونة.
في 11 يناير 2002 آثر مانشيني تقديم استقالته من قيادة فيورنتينا، أولى محطاته التدريبية، تحت وطأة انتقادات شديدة طالته بسبب وقوف الفريق على حافة الهبوط، وتلقيه هجومًا جماهيريًا وصل حدته إلى درجة التهديد بالقتل، خاصة بعد سماحه برحيل ركائز على غرار الحارس فرانشيسكو تولدو، وصانع الألعاب البرتغالي روي كوستا.
رحل مانشيني وهبط الفريق بالفعل للدرجة الثانية، وما لبثت حرارة تتويجه بكأس إيطاليا 2001ـ2002 حتى فترت وانزوت خلف كارثة مغادرة دوري الأضواء.
ومع لاتسيو في الرحلة التالية، حقق المدرب أيضًا كأس إيطاليا 2003ـ2004، لكن الفريق في الموسم التالي خسر معركة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز السادس محليًا، وتبدّلت الأحوال من ارتياح إلى احتقان، فغادر منصبه متجهًا إلى قلعة إنتر ميلان.
في تلك الفترة عاش إنتر أزهى عصوره مستفيدًا من فضيحة الـ "كاليتشو بولي" التي عصفت بيوفنتوس وتضررت منها أندية أخرى، وانتهز مانشيني الفرصة وهيمن محليًا، إلا أن شوكة الإخفاق الأوروبي كانت دائمًا تؤرق مضاجع الإدارة.
القشة التي قصمت ظهر البعير كانت في مايو 2008 عندما خرج المدرب بعد وداع دوري أبطال أوروبا، معلنًا رحيله بتصريحات متهورة حرّكها غضب الهزيمة، قبل تراجعه عنها وتقديمه الاعتذار لاحقًا، لكن الإدارة التي ترأسها ماسيمو موراتي لم يعجبها التصرف، وقررت إقالته متعللة بما قاله، غير مكترثة بألقابه المحلية السبعة.
انتقل مانشيني إلى إنجلترا ليقود مانشستر سيتي بعد الاستحواذ الإماراتي على أسهمه، وهناك أحدث توترات داخلية شديدة صعدت إلى ذروتها خلال الأشهر الثمانية الأخيرة من ولايته، عندما بدأ في انتقاد ما يحدث في النادي خلف الكواليس، ومهاجمته طاقم التدريب، فضلًا عن إبدائه رد فعل بذيئًا حين سُئل عن استبداله بالتشيلي مانويل بيليجريني خلال مؤتمر صحافي، لتتخذ الإدارة قرار إقالته مشيرة في بيانها إلى "حاجة النادي لنهج أكثر شمولية".
حتى في نادي جالطة سراي التركي الذي تولى تدريبه بعد الرحيل عن سيتي 2013، اختلف مع الإدارة ونشبت الصراعات بينهما، ورحل بعد عام واحد، وحينذاك قال: "عندما قبلت منصب تدريبهم، كانت الأهداف مختلفة".
وفي ولايته الثانية مع إنتر، اتُّهم مانشيني بتشويه سمعة النادي عندما وجّه إشارة بذيئة لجماهير إيه سي ميلان، الغريم التقليدي، خلال خسارة الديربي 31 يناير 2016، كما رد بقسوة على إحدى الصحافيات الإيطاليات ووصف أسئلتها بالهراء، قبل اعتذاره لها لاحقًا، ليرحل في الصيف تاركًا أجواء بعيدة تمامًا عن المثالية.
كذلك عند رحيله من تدريب منتخب بلاده الذي قاده إلى عرش أوروبا، أثار استياء عديدين بداعي عجزه عن التأهل إلى كأس العالم 2022، واختياره المغادرة في توقيت غير مناسب، ووصفه مقال عبر موقع "كاليتشو ميركاتو" بالخائن.
فصل جديد من القصة تزامن مع تأهب المنتخب السعودي لخوض نهائيات كأس آسيا 2023، حين خرج مانشيني بتصريحات صادمة حول استبعاد بعض الأسماء من حساباته، وكال لهم اتهامات سارعوا إلى نفيها واحدًا تلو الآخر.
أما الفصل الأخير فكان انسحابه من ملعب المدينة التعليمية قبل نهاية ركلات الترجيح مع كوريا الجنوبية في مشهد أثار جدلًا واستياءً كبيرين داخل الوسط الرياضي محليًا ودوليًا.