2024-03-08 | 01:18 مقالات

تبرعوا لإيلون ماسك!

مشاركة الخبر      

آمل أن نجمع مبلغًا نعطيه لإيلون ماسك، الرجل يمر بأزمة، آخر الأخبار للأسف تقول إنه لم يعد أغنى رجل في العالم، فقد خسر في يوم واحد 5.3 مليار دولار بعد تراجعات أسهمه في وول ستريت. يحزنني أن انخفاض ثروته كسر حاجز الـ 200 مليار لتصبح 198 مليارًا! لم أعتقد يومًا أنني سأعيش في زمن فيه 100 شخص لدى كل واحد منهم أكثر من 100 مليار دولار، أي أن كل واحد منهم يملك ميزانية دولة بمواطنيها وشوارعها ومدارسها ومستشفياتها وفانيشستاتها مدة عشر سنوات! 100 شخص من 8 مليارات بإمكانهم القضاء على الفقر في العالم عدة مرات، لا يبقى جائع ولا طالب لا يملك مصاريف دراسته، ولا مريض لا يملك ثمن علاجه. اليوم عندما أقرأ الأرقام الفلكية التي يملكها هؤلاء وأجد أن معظمهم حققوا ثرواتهم من الاستثمار في التقنية أتذكر المحللين الاقتصاديين، لم ينتشر عنهم في بداية التسعينيات أن العالم مقبل على تحول تقني، وأن الاستثمار في أسهم التقنية سيحوّل العاديين إلى أثرياء.
كان أحد الأصدقاء محقًا عندما طلب خفض صوت التلفزيون ونحن نلعب الكيرم، كان صوت المحلل الاقتصادي مرتفعًا وهو يحلل حركة الأسهم، فقال الصديق: خفضوا صوته كي لا يزعجنا ونحن نلعب.. لو كان يعلم بشيء لاشترى هو الأسهم الرابحة ولأصبح مليونيرًا في غضون عام! أرجو ألا يغضب مني معظم المحللين العقاريين أيضًا ولا أعمم، لا عليهم ولا على المحللين الاقتصاديين، لا أتذكر محللًا عقاريًّا تنبأ بأزمة الرهن العقاري الأمريكي التي تحوّلت إلى عالمية (2008)، انهار العقار في عشرات الدول رغم أن المحللين العقاريين كانوا يملؤون الشاشات قبل الأزمة، وأتذكر أحد الزملاء كان قد دفع مقدمًا لطابق في عمارة قبل الانهيار بشهر واحد، قال: هل تصدق بأنني اشتريت بعد استشارة عقارية دفعت ثمنها! أعود لإيلون ماسك الذي أحب متابعة تعليقاته لأنه شجاع بالأساس، كما أن وجود المال في يده ضاعف قوته، وهذه من فضائل المال. تويتر منصة إعلامية تعتمد في دخلها على الإعلانات، والمعلن كان وما زال صاحب كلمة مسموعة عند القنوات التلفزيونية وكل المنصات الإعلامية، حاول المعلنون الضغط على ماسك بعد التغييرات التي أجراها على تويتر، لكنه لم يرضخ لهم، وعندما سأله أحد المذيعين عن حال تويتر إذا سحب المعلنون إعلاناتهم، كانت إجابة ماسك تاريخية: ليسحبوا إعلاناتهم.. لا أريد إعلاناتهم.. تبًا لهم !. بعد إجابة ماسك تذكرت الذين يقولون: المال ليس ذات أهمية!
إبراهام هيشيل: لولا استقرار الخيط في منتصف الشمعة لما استطاع إحراقها، كذلك نحن لا يحرقنا إلا من تسلل إلى أعماقنا.