2024-05-16 | 23:51 مقالات

كأنها أمس.. MBC FM

مشاركة الخبر      

احتفال إذاعة «إم بي سي إف إم» بذكرى مرور 30 عامًا على انطلاقتها فتح باب الذكريات، كأنها أمس.. الآن فهمت معنى كأنها أمس، الآن أشعر بكل من رددوها سابقًا.
فكرة إطلاق الإذاعة كانت فكرة سبّاقة على مستوى الوطن العربي، كانت أول إذاعة إف إم، وكان توقيت ظهورها من أسباب نجاحها، لكن السبب الأول الذي حقق لها النجاح هو وجود شخصية مثل الشيخ وليد البراهيم، كان يتابعها أولًا بأول، وكنت أندهش من معرفته بأدق تفاصيل البث، كانت توجيهاته دروس ثمينة تعلمناها منه، واستفدنا منها بعد ذلك طوال رحلتنا المهنية، كنا محظوظين نحن الذين كنا على تواصل معه آنذاك.
عندما انطلقت الإذاعة كنا في ملحق صغير في مبنى التلفزيون، لم تتجاوز مساحته صالة صغيرة جدًا، واستوديو صوت أقدره بمترين في مترين ونصف، ثم أضيف للإذاعة «كرفان» صغير كان للزملاء في قسم الأخبار الذي كان يتشكل.
انطلقنا في بث تجريبي عدة أشهر، ثم انتقلنا إلى المبنى الجديد في منطقة باترسي، كان الانتقال للمبنى الجديد نقلة للإذاعة في البرامج الفنية والرياضية وقسم الأخبار الذي تمنيت لو استمر بقوته تلك.
حكاية برنامج «ليلة خميس» بدأت في اليوم الأول من انتقالنا للمبنى، كنا نحتفل بمقر الإذاعة على الهواء، كنا سعود الدوسري ـ رحمه الله ـ وأنا نستضيف زملاءنا من التلفزيون للحديث عن المبنى، وكان الزملاء مجدي الشاعري وزياد حمزة مهندسي الصوت آنذاك، ثم اتصل سعود برابح صقر وأجرينا معه دردشة فنية، ثم كررنا الأمر في اليوم التالي مع فنان آخر، وكان الشيخ وليد يستمع كعادته، ثم طلب أن تكون هناك استضافة أسبوعية لأحد النجوم، هكذا بدأ «ليلة خميس»، كان اسمه في حلقاته الأولى «سمر حتى السحر»، تعلمت من سعود في تلك البدايات الكثير من فنون الحوار، بعد نحو عام انطلق برنامج «ستة في واحد»، كنا في أول أيام رمضان ولم تكن عندي فكرة عمّا سأقدمه في الفترة المسائية، كنت والأستاذ عبد الإله الإبراهيم والزميل أحمد الخنة نفكر فيما نستطيع فعله للفترة المسائية، بعد نحو ربع ساعة اتفقنا على أن تكون مخصصة لبرنامج مسابقات، وضعنا آلية المسابقة واخترنا الاسم وسجلنا مقدمة البرنامج وتم تقديم أول حلقة على الهواء.
كثر من ساهموا في نجاح السنوات الأولى، لا أريد أن أكتب الأسماء لأنها كثيرة، ولكي لا أنسى أحدًا.
كنت ومازلت ممتنًا لكل الزملاء ولكل الذين تعلمت منهم، وقد نكون نحن المذيعين أخذنا حقنا وأكثر في تحقيق شيء من الشهرة والنجاح، لكن النجاحات في السنوات الأولى كان خلفها الكثير من الأسماء التي عملت في الصف غير المرئي والمسموع، خصوصًا الأستاذ عبد الإله البراهيم الذي كان له الأثر الكبير في نجاح الإذاعة فنيًا، وأثر كبير عليّ في بداياتي الإذاعية، كان بالنسبة لي مُعلمًا وأخًا كبيرًا.
بابليليوس سيرس: قد يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه.