مستقبل ذكي
كيف يمكن لمتجر أن تشاهد عليه مباراة رياضية؟ الإجابة في كلمتين: الإنترنت.. الهاتف الذكي، المتجر هو «أمازون»، بينما عدد سكان العالم يقترب من الـ8 مليارات إنسان، يستخدم الإنترنت منهم أكثر من 4 مليارات.. بينما مستخدمو منصات التواصل 3 مليارات، 5 مليارات يمتلكون هواتف ذكية، وهي على اتصال بالإنترنت.
بينما في السعودية أكثر من نصف سكانها بما يعادل 18.3 مليون شخص هم مستخدمون لبرامج وتطبيقات التواصل، بينما يقدر الوقت المستخدم من الفرد على الهاتف الذكي بـ «متوسط» 260 دقيقة يوميًا، وهذه الأرقام الرسمية من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بينما أثناء المباريات الرياضية على التلفزيون لوحظت ظاهرة هي استخدام المشاهد لهاتفه على منصات التواصل أو الإنترنت عمومًا، ليتابع خبرًا متعلقًا، يرى التشكيل، ترى وقت المباريات متابعات كلامية وتفريغ لردود الأفعال وتعليقات ومناوشات ظريفة على اليوتيوب والفيس بوك الذي يستخدمه 11 مليون سعودي، وتويتر بشكل خاص.. أكثر من 9 ملايين.
ولعل شركة «أبل» أصبحت أبرز صناع هذا التحول في مجال حقوق بث المسابقات الرياضية والتى وصلت إلى اتفاق سيمنحها بعض الحقوق الحصرية للدوري الأمريكى لمدة عشر سنوات بمليارين ونصف الذي يُتوقع له أن يكون واحدًا من أهم الدوريات في العالم بحلول بطولة 2026، كما ستطلق الشركة تطبيقًا جديدًا مجانيًا باسم Apple Sports، إذ يقدم للمستخدمين نتائج المباريات بعدد كبير من الدوريات الرياضية حول العالم.
ويسمح التطبيق للمستخدم بمتابعة فرقه المفضلة أو البطولات الرياضية، ليستقبل آخر الأخبار حولها أولًا بأول، بالإضافة إلى معرفة توقيت إجراء المباريات ونتائجها هذا بجانب مفاوضاتها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بشأن شراء الحقوق الحصرية لبث بطولة كأس العالم للأندية 2025 حصريًا، وذلك في صفقة قيمتها نحو مليار دولار.
كل هذه الأحداث جعلتنى أعود بالذاكرة لكلمات مارك مؤسس فيس بوك الذي قال إن التلفزيون مستقبلًا سيختفي، وسيكون البث عن طريق الإنترنت، وهذه الخطوات تؤكد بالفعل أن التلفاز بدأ يفقد سيطرته على بث الدوريات الكبرى والفعاليات الرياضية مع ثورة الهاتف «الذكي»، لذا دعونا نرى ما ينتظرنا في عالم المستقبل الذكي وأجزم أن السعودية يومًا ما ستكون جزءًا منه بقيادة عراب الرؤية سمو سيدي ولي العهد.