مودريتش في مونديال 2026.. أربعيني يقود منتخبا مُسِنّا
وضعت كأس أمم أوروبا، الجارية في ألمانيا، حدًّا لتوهّج الجيل الحالي لمنتخب كرواتيا الأول لكرة القدم على صعيد البطولات الكبرى، لكن لوكا مودريتش، حامل شارة القيادة ونجم الوسط، تحدّث بعد التعادل 1ـ1 مع إيطاليا، مساء الإثنين، عن تطلُّعه إلى الاستمرار في تمثيل بلاده.
وصرّح نجم فريق ريال مدريد الإسباني لوسائل الإعلام: «سأواصل اللعب لكني لا أعرف إلى متى؟».
ووصل الجيل الكرواتي الحالي إلى نهائي كأس العالم 2018 ونصف نهائي 2022، وتقلّد الميداليتين الفضية والبرونزية، على الترتيب.
كما تقلَّد، تحت قيادة المدرب ذاته الكرواتي زلاتكو داليتش، فضية دوري الأمم الأوروبية 2022ـ2023.
لكنه خرج مبكّرًا من«"يورو 2024»، وقدّم وجهًا فنيًا شاحبًا، انتهى بنيل نقطتين فقط والحلول ثالثًا بين منتخبات المجموعة الثانية، خلف إسبانيا، المتصدر، وإيطاليا، الوصيف.
وعندما ينطلق المونديال المقبل، الذي تستضيفه ثلاثة بلدان بعد أقل من عامين، سيكون عمر مودريتش، في يوم الافتتاح 11 يونيو، 40 عامًا وأكثر من 9 أشهر.
ولا يزال أفضل لاعب في العالم لعام 2018 عنصرًا فاعلًا في تشكيلة داليتش، الذي اعترف، أخيرًا، بتأثير سلبي لتقدم أعمار العديد من لاعبيه.
وأمام إيطاليا، أحرز مودريتش، البالغ يومَها من العمر 38 عامًا و289 يومًا، هدفًا كسر به رقمًا قياسيًا وأصبح أكبر لاعبٍ يسجِّل في مباراةٍ ضمن كأس أمم أوروبا.
وخاض اللاعب ذاته، الدولي منذ مارس 2006، البطولة للمرة الخامسة، فيما ظهر في أربع نسخ من المونديال.
وباستثناء بعض حراس المرمى والنجم الكاميروني روجيه ميلا، لم يسبق لأي لاعبٍ تجاوز 40 عامًا خوضُ مباراةٍ ضمن كأس العالم.
وعندما لعِب ميلا في مونديال 1994، كان قد تجاوز بأكثر من شهر حاجز الـ 42 عامًا.
وتعتمد كرواتيا على لاعبين آخرين تجاوزوا الـ 30 عامًا في أوقات مختلفة من الأعوام القليلة الماضية، بينهم الجناح إيفان بيريسيتش، الذي عاد من إصابة طويلة وبدا، خلال «اليورو الألماني»، فاقدًا لخطورته، والمهاجم أندريه كراماريتش، الذي أحرز أحد أهداف البطولة.
وإذا استمر حرَس داليتش القديم حتى المونديال المقبل، الذي تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ستكون أعمارهم بين 33 و37 عامًا. ولم يعلن أي منهم، حتى الآن، عن اعتزامه اعتزال اللعب الدولي.
وعلاوةً على مشكلة تقدّم الأعمار، التي أقرّ بها المدرب، عانت كرواتيا من هشاشة دفاعية في الدقائق الأخيرة، حرمتها من فوزين كانا سيكفيان لصعودها إلى ثُمن نهائي «اليورو»، من موقع وصيف المجموعة خلف إسبانيا.
وبعدما كانوا متقدّمين على كلٍ من ألبانيا وإيطاليا، استقبل الكروات هدفًا من كل منافس خلال الوقت بدل الضائع، ما حوّل فوزين وشيكين إلى تعادلين.
وعلّق مودريتش على ذلك قائلًا: «كرة القدم كانت قاسية معنا للغاية ولم ترحمنا».
وعندما لعِب هذا الجيل النسخة الماضية من «اليورو»، لم يصل إلى مراحل متقدمة، وخرج أمام إسبانيا في دور الـ 16، لكنه تجاوز على الأقل مرحلة المجموعات، وعوّض مشجعيه، أواخر العام التالي، بنتائج ملفتة على صعيد كأس العالم.
ويدرّب داليتش «57 عامًا» منتخب بلاده منذ 2017، ويرتبط معه بعقدٍ ينتهي بختام مونديال 2026.