النصر العائلي
في الخطاب الأول لإبراهيم المهيدب، رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر، تحدث عن «الحُب» بين المجموعة لتحقيق النتائج. وفي تصاريح لويس كاسترو المدير الفني لفريق كرة القدم يتحدث دائمًا عن روح «العائلة». وفي الصور، والمقاطع المرئية الواردة كل يوم من معسكر البرتغال يلعب الجميع «الجاكارو» وتعلو الضحكات بين العناصر، ويسود الجو العام «الألفة الرخوة». يتناسى النصراويون أن كُرة القدم تُلعب كما يُستعدّ لها، وأن الجسد المماطل لن يقوى على العراك الطويل.
وفي المعسكرات الطويلة للفرق، لا بأس من الترفيه، ولكن لا وجود للتساهل، وطغيان المُزاح، ونسيان اللياقة.
والموسم السعودي المُقبل شرس، والأندية لن تنتظر تراجع الحال الأصفر، وستلتهم الأقدام الضعيفة قبل الوجوه المُبتسمة. والمشكلة في الفريق النصراوي أن البرتغالي العجوز ودود أكثر من اللازم، وحدود الخطط الفنيّة عنده تقف على إشارة البدء في كُل مباراة، وهو يتعامل مع «جيسوس» مثلما يتعامل مع «بن زكري»، وأنّ اللاعب الذي يُحبّه بإمكانه اللعب، وأن المشوار الطويل البادئ من أغسطس لا يملك أن يقطعه بمزيد من الجهد والصلابة. لقد اقتنص فريقان من الفرق الثلاث الهابطة من السيد كاسترو، ومجموعته العائلية، أربع نقاط، وخسر ستًا في أول جولتين، وكانت رحلته في السباق مثل الجديد على السُكنى في مدينة، لا يعرف الاتجاهات، ولا همّ له إلا البحث عن الاستراحة. عندما تتحرّك الوحوش تفرّ الفرائس. ليت كاسترو يُعلّم لاعبيه كيف القِتال، لا كيف الوئام. ليت إبراهيم المهيدب لم يذهب إلى أوروبا لإلقاء الكلام الأسري الحميم. ليت كاسترو والمهيدب تركا الحديث لهييرو ذلك الإسباني الذي قال لنجوم «الجاكارو»: «تخلّوا عن كُل شيء وازرعوا في أذهانكم عقلية الانتصار». آمل أن يعمل المدير الرياضي على تمزيق فكرة النصر العائلي وغرس المُقاتلة في نفس كُل لاعب، ومعهم كاسترو، والسيّد المهيدب. إن كُرة القدم لعبة الأقوياء لا لعبة الأشرار، وممارسة الشراسة لا انتهاج الضرب. لقد كافح النصر لبناء نفسه، وأسكن لاعبيه، على مدى عُمره، في غرف النار كي يشتد العود لا ليحترق.