كلام الويك إند
من الأسئلة الشهيرة التي تطرح في السوشال ميديا والإذاعات: ما الذي ستغيره لو عاد بك الزمن للوراء؟ حتى أنا طرحت هذا السؤال قبل سنوات، ومع قناعتي أن الإنسان يجب ألا يتوقف كثيرًا عند أخطاء الماضي لكي لا تتحول إلى عُقد، إلا أن مراجعة الماضي للاستفادة منه للحاضر أمر مهم، ولكي لا تمر الأخطاء دون فائدة. أذكر أن أحد المستمعين قال حزينًا: لو عاد بي الزمن لن أطلّق زوجتي. وعندما سألته: ولماذا لا تعودان؟ فأجاب: تزَوَجت.. راحت. ثم بكى. وأذكر إجابة سمعتها قبل 45 عامًا من رجل كان في أواخر الخمسينيات: لو عاد بي الزمن لغيرت أشياء كثيرة، حتى طريقة مشيتي أغيّرها!.
أحد الأعزاء يرفع صوته عاليًا عندما يتحدث في الهاتف، للدرجة التي يسمعه فيها كل من حوله، الكل يعرف بما يتحدث. فكرت أكثر من مرة في فتح موضوع صوته المرتفع عبر الهاتف، خصوصًا أن بعض مواضيعه شخصية وعائلية. كان يكبرني كثيرًا في العمر وكنت أتراجع في مفاتحته في الموضوع. في إحدى المرات وبعد انتهائه من مكالمة سمعتها الحارة وكل سكان الحي تجرأت و تحدثت معه. قلت له بما معناه: ربما لا تريد أن يعرف الجميع بما تتحدث فيه عبر الهاتف فبعض الأمور خاصة وعائلية، والمتحدث في السماعة الثانية سيسمعك لو تحدثت بهدوء. ابتسم وطالبني بالاقتراب منه وقال: لم أكن أتحدث بالهاتف بصوت مرتفع، وارتفاع صوتي له حكاية: في مرحلة الشباب اتصلت على صديق في عمله، رد على الهاتف شخص آخر، وعندما طلبت منه التحدث إلى صديقي طلب مني الانتظار لكي يناديه.. ثم سمعته يقول لصديقي: هناك رجل صوته ناعم على الهاتف يريد التحدث معك! منذ تلك المرة وأنا لا أتحدث في الهاتف إلاّ بصوت قوي ومرتفع.
أجلس حاليًا في زاوية المقهى وقد بدأت المقدمة الموسيقية لأغنية «أنا بعشقك» لميادة الحناوي، كتبها ولحنها العبقري بليغ حمدي، وقرأت أنه كتبها وهو في الطائرة، وتعمّد أن تسجّل في الاستوديو وكأن ميادة تغنيها في حفلة، لأنها كانت لا تستطيع غنائها في القاهرة بسبب منعها من دخول مصر حينها. والمستمع يلاحظ التصفيق في بداية الأغنية حسب ما خطط له بليغ. ارتبطت «أنا بعشقك» بأحد رفاق المراهقة، كان يحب فتاة جميلة، وكان يستمع للأغنية كثيرًا، وعندما سألته إن كان حفظ الدروس جيدًا استعدادًا للاختبارات أجاب: لا والله.. حفظت «أنا بعشقك»!.