اتجاه إجباري
نحن لا نعلم أين يكمن الخير، في الذي نسعى إليه أو في الذي يعترض طريقنا دون قصد أو تخطيط منا. العديد ممن قرأت أو سمعت حكاياتهم كان عدم وصولهم لما كانوا يسعون إليه هو أفضل ما حدث لهم، لأن الله رزقهم وأعطاهم أفضل من اختياراتهم. في كل أولمبياد نقرأ قصصًا ملهمة لرياضيين، حكايات لا تصدق لو سمعناها دون أن نشاهد أبطالها يتقلدون ميدالياتهم. أدريانا رانوا تدربت على ألعاب الجمباز منذ طفولتها، واستعدت لتمثيل بلادها في بطولة العالم 2011، ولكي تتأهل منها لأولمبياد لندن، لكنها شعرت بآلام في ظهرها بسبب إصابة 6 فقرات في ظهرها. شعرت بالإحباط الشديد، واضطر الطبيب لتركيب 6 دعاميات معدنية في ظهرها، لتصبح كل مخططات أدريانا للعب الجمباز وتمثيل بلادها مستحيلة. تقول أدريانا أن الطبيب همس لها أن ممارسة الجمباز غير ممكنة، لكنها تستطيع ممارسة ألعابًا أخرى.. الرماية مثلاً. في العام 2106 تطوعت أدريانا للعمل كمساعدة إدارية لفريق بلادها للرماية ريو دي جانيرو، قالت إن المشاركة في الأولمبياد تمر عبر عدة طرق، والتطوع واحدة منها. أتاح وجودها في أولمبياد ري دي جانيرو لأن ترى مسابقة الرماية عن قرب، عاد إليها همس الطبيب: بإمكانك ممارسة الرماية. ثم قالت لنفسها: إن لم أفعلها في الجمباز، يمكنني فعلها في الرماية. في أولمبياد طوكيو 2020 حصلت على المركز 26، لم يكن الرقم يشير إلى بطلة، لكنه يشير إلى موهبة قياسًا بالمدة التي تدربت فيها، كل ما كانت تحتاجه هو الوقت لتتدرب أكثر، وعندما نافست بعد 3 سنوات في أولمبياد باريس 2024 أهدت بلدها جواتيمالا أول ذهبية في الأولمبياد. لا أعتقد أبدًا أن أدريانا كانت ستحقق ميدالية في ألعاب الجمباز، ربما كانت تحب الجمباز وربما كانت جيدة، لكن مستواها قد لا يمكنها من الصعود على منصة التتويج ودخول التاريخ. لم تكن تعلم أن إصابتها التي منعتها من ممارسة الجمباز هي أفضل ما حصل لها في مشوارها الرياضي، كانت الإصابة التي أحبطتها وحزنت بسببها طويلًا هي التحويلة التي أوصلتها للذهب والمجد.
* مسفر الدوسري:
ليتك عرفتي من قبل لا تودعين
إن الجهات مو أربعه!
والوقت.. مرسى للحزن
مركب ولا له أشرعه
ليتك عرفتي من قبل لا تودعين
إن الفرح بعدك يطيح
وأيديني تعجز ترفعه.