أمثال الحياة
الأمثال وصايا للعقلاء، وكل الذين خالفوها عادوا واكتشفوا أنها على حق، لكن عودتهم جاءت متأخرة، وبعد تكبد الخسائر وضياع الوقت. مشكلتي مع الأمثال أني مقتنع بها لكن دون تطبيق، لا أعلم لماذا أنساها وأنا مقبل على تهوّر جديد. اليوم اخترت مجموعة من الأمثال العالمية، وسأبدأ بمثل إفريقي يخص بعض كبار السن «لا تستمع إلى النصائح من جميع كبار السن، وتذكر أن الحمقى يكبرون أيضًا» أتفق مع المثل تمامًا، ليس الحمقى فقط يكبرون، اللصوص والكذابون يكبرون أيضًا. مثل إفريقي آخر عن الشك ومسبباته وأضراره «عندما تضيع عنزة أحد الأشخاص، تصبح رائحة حساء الجيران مشبوهة». طالما اقتنعت أن الفوارق بين الناس من سنة الحياة، لكن مشاهد الفقر في أماكن من العالم ومشاهد الثراء والتبذير في أماكن أخرى مؤسفة وفيها تناقض مزعج. الإنجليز يرون أن الفوارق بين الناس يلغيها أمر واحد «حين يكون الحديث عن المال فالجميع على دين واحد». من أقسى ما قرأت عن تأثير الفقر المثل القائل «الفقر يفسد ثقة الإنسان في نفسه». هل حدث أن تدخلت في أمر لكي توجد له حلًا، وكان تدخلك طيبة وكرمًا منك، ثم تفاجأت بأنك وقعت في مشاكل؟، مثل عالمي يفسر القسوة التي اختارها البعض لقلوبهم «لا يتعلم الإنسان القسوة إلا عندما يُعاقب على طيبة قلبه». الألمان لديهم تفسير للمغرورين.. ولماذا يصاب المغرور بالغرور «ينمو الغباء والغرور من شجرة واحدة». كما تعلمون أن الألمان ماهرين في الصناعة، ليست الصناعات الثقيلة فقط، بل لديهم وسائد نوم مريحة جدًا، تعالوا أعرّفكم عن أفضل وسادة ألمانية «أفضل وسادة في العالم هي ضمير هادئ». لماذا يجب أن نحسب حساب تصرفاتنا التي نعتاد عليها، وهل هي جيدة ومفيدة أم سيئة ومضرة، الدنمركيون لديهم تجربة صاغوها مثلًا «العادات تبدأ كخيوط العنكبوت، لكنها تنتهي كأغلال من حديد». الظاهر أن أرمينيا مرت بفترة صعبة كثر فيها الفقراء، وقد شبع فقراؤهم من الكلام ولم يشبعوا من الخبز، لذا صاغوا هذا المثل «لا أحد يعطي الفقير الخبز، لكن الجميع يعطيه النصيحة». أخيرًا هذا المثل الإفريقي الحكيم، الذي يرد على الذين يضعون أنفسهم في أماكن غير مناسبة ثم يلومون أصحاب المكان «لا تلُم المهرج على أفعاله، لُم نفسك لأنك ذهبت إلى السيرك».