انتظار الحافلة
السادسة صباحًا في الرياض، أوّل أغسطس، في الطريق إلى الحياة. الحرارة عالية، ومحطّة الحافلة مُزدحمة قبل 2030. مرورًا بالدرعيّة، حيثٌ المعدّات الضخمة تهدر، وتُثير النهار من حركتها في السماء. الانعطاف نحو اليمين، بعد السارية العملاقة الحاملة العلم السعودي، والعبور إلى طريق الملك سلمان من الشمال إلى الشرق. كُل التفاصيل تُعبّر عن المرحلة الكبيرة: المُكعّب، المسار الرياضي، المطار العملاق، المسرح المُعلّق، ومساهمة الرياضة في الناتج المحلّي. الجميع ينتظم نحو المُستقبل.
وفي انتظار الحافلة، يكون القطار فوق القضبان وتحت الأرض. وعند منتصف النهار، تنطلق روائح التوابل من المطاعم العالمية في شارع «التحلية»، وتفد العصافير إلى الظلِّ عند الأرصفة، وتُعلن المدينة عن بدء الحركة من جديد. تتنوّع خيارات الطعام بين الإيطالي، والهندي، والمكسيكي، والإسباني، والدجاجة المشويّة في «البخاري». في المرور مع شارع العليّا العام حين الغروب، تتوقف عند إشارة «العروبة»، وتنعطف يسارًا حيث «برج المملكة»، لترى النسوة يتبضّعن من محل العود والبخور المُلاصق للمقهى الأمريكي في الطابق الأرضي. الروائح لن تغادر الرياض 2034. عند التاسعة ليلًا الحافلات تقطع المسافات، والمحطات لا تتوقف. وفي حلول المنتصف من الليل وما بعده من نور، العاصمة السعودية لا تتراجع عن الصعود، والناس لا ينامون كسلًا.
مُعدّل الاعمار يتناسب مع الركض، حجم الفرص يزداد، والرقم الذي وضع بالأمس كي يكون مُتحقّقًا في الغد تم الوصول إليه اليوم. كُل يوم هُناك مُستهدف، كل ساعة هُناك رسم جديد. الأيّام لا تتثاءب في الرياض. جودة الحياة ترتفع، المعايير عالية جدًا، وحينما تغيب الشمس، تعود في الغدِ بمحطّة جديدة. الحافلةُ تواصل المسير، والصغار يدرسون الفيزياء، والرياضيات، والأمن السيبراني، والرجل بجانب المرأة في المقعد، والمكتب. المجتمعُ يبتسم، والترفيه ينجح، والثقافة تأخذ الناس إلى المكتبة، وصناعة الأفلام. عند كُل أغسطس من 30 و34 الاستقبال من الجديد، والعاصمة، تستقل الحضارة، والروح المُنافسة، والرجل الذي يصل إلى المحطّة يأخذ بيده «روبوت»، ويُحادثه ذكاء اصطناعي. ستصل الرياض، وستستكمل، والحافلة ستنقل بضائع البخور، وأشباه الموصّلات، والرقائق الإلكترونية، والتناضح العكسي.