العالم الذي نعيش
* التطور الحاصل الآن أسرع من أي تطور في التاريخ، قرأت قبل عام أن طائرة مدنية يتم العمل عليها ستقطع المسافة بين لندن ونيويورك خلال ساعة ونصف، وقرأت قبل أيام أن الصين في طريقها لإطلاق (القطار الطائر) الذي تبلغ سرعته 1000 كيلومتر في الساعة! لا يوجد اسم أفضل من اسم القطار الطائر يوصف القطار الأعجوبة. سيعمل القطار بالطاقة المغناطيسية، وسيجعل من كل القطارات السريعة الآن أشبه بالدراجات الهوائية. ستلغي مثل هذه السرعة كل ما عرفناه عن السفر بالقطارات، وكل ما علق فيها من حكايات رومانسية. إذا كان الغرب هم من قدموا مفهوم زمن السرعة فإن الصين هي من ستكمله وتقوده، ومن يريد أن يتعرف على حقيقة الصين عليه ألا ينظر إلى ما حققته لغاية الآن، بل إلى ستصل إليه بعد 20 عامًا.
* حققت أوزبكستان 13 ميدالية في أولمبياد باريس، ثمانية منها ذهبية. الأوزبك اعتمدوا استراتيجية أشبه باستراتيجيات الصناعيين التجار: ركز على منتج واحد وكن الأفضل فيه، طالما أنك لن تستطيع التميز في كل شيء. هذا ما جعل أوزبكستان تحصل على المركز الثالث عشر بين كل الدول المشاركة. في الحياة وعلى المستوى المهني لن نستطيع أن نكون ماهرين في كل شيء، لكننا نستطيع النجاح إذا تميّزنا في شيء واحد.
* بقيت الأولمبياد طوال تاريخها بعيدة عن التجارة، مفهومها الروح الرياضية العالية، وكانت ميدالياتها تكريمًا للرياضيين على جهدهم الطويل وانتصارهم في تحدياتهم. أما نحن المشاهدين، كانت الأولمبياد لنا تجمعًا للعائلة على شاشة واحدة، هذا يشجع الفريق السويدي، وذاك يشجع الأمريكي، وتلك تشجع الروسي، كانت أيام الأولمبياد مميزة، ومشاعرنا أثناء انطلاقتها تملؤها السعادة. في أولمبياد باريس أُدخلت الأولمبياد عالم التجارة، وصار على المشاهدين في العالم العربي أن يدفعوا المال مقابل مشاهدة رياضييهم، لقد حولوها إلى سلعة يتم شراؤها، مثلما يتم شراء أي سلعة أخرى من البقالة. الغريب أني سألت أحد الأصدقاء ممن يعيشون في دولة أوروبية: كيف تشاهد الأولمبياد.. هل تدفع أي اشتراك؟ أجاب: لا.. أشاهدها على القناة الأرضية وبالمجان!
* مارغريت يورسنار: مسقط الرأس الحقيقي للإنسان هو ذلك المكان الذي يُلقي فيه للمرة الأولى نظرة على ذاته.