كلام ويك إند
الاستمتاع بالعطلة الأسبوعية ثقافة، هناك من اعتاد على فصل نفسه عن أجواء العمل، والاستمتاع بيومين مختلفين. للأسف لم أعتد هذه الثقافة ولا أعرف سببًا محددًا، ربما لطبيعة عملي، أو قد لا أكون من الذين يجيدون صناعة الأوقات التي تجدد الطاقة. رحم الله أحد الأصدقاء، كان يخطط للعطلة الأسبوعية كما لم يخطط أفضل مدربي كرة القدم، وكان على الذي يرافقه في رحلاته ألّا يحسب حساب زيادة الوزن، كان رحمه الله يغضب من الذين يقولون بأنهم شبعوا بسرعة، أو أنهم يعتمدون نظام «ريجيم»، كان يغضب غضبًا شديدًا، أذكر أنه قال لأحد الأصدقاء: صار لي 4 ساعات أطبخ وأشوي.. والحين تقول مسوي ريجيم.. كل هنا.. وروح سو ريجيم في بيتكم.
قبل أسبوع ذهبت مع أحد الأصدقاء العرب إلى بيت والد زوجته من أجل المصالحة بين الصديق وزوجته. حكاية الصديق العربي أنه لا يعرف الوسط أبدًا، يبدي مشاعر المحبة للحد الذي يجبرك على الهرب منه، يبالغ مبالغات أسطورية في التعبير عن مشاعر الود والاحترام، وهو نفسه إذا ما غضب تحول إلى مجنون يطلق قذائف الشتائم وكأنه لا يحفظ غيرها. هذا هو السبب الذي جعل زوجته تغادر إلى بيت أبيها. تحدث الأب الطيّب وخاطب زوج ابنته بكل أبوية: يا ابني كم مره قلت لك بس تعصب اطلع من بيتك ساعة ساعتين وارجع، ليش تبقى بالبيت وتسب مرتك وما تخلي حدى من أهلها ما تسبوا.. لك بعرف قلبك طيب بس هيدا الشي ما بيكفي. اغرورقت عينا الصديق وقام وقبل رأس والد زوجته واعتذر. كنت أظنه الاعتذار الأول، لكني اكتشفت أن الأمر متكرر، لأن والد زوجته قال: الله يرضى عليك.. هي ثالث أو رابع مرة.. ! كان الأب وقورًا حكيمًا، كان يعلم برغبة ابنته بالعودة إلى زوجها، لذى كان لينًا وتحدث عن المودة والاحترام كثيرًا. في آخر الحديث نظر نحوي ثم نظر إلى زوج ابنته وقال: هالمرة جبت لنا صديق جديد، الظاهر صديقك القديم مل منك ومن مشاكلك!.
* لا أحب القراءة عن البخلاء، حتى طرائفهم لا تعجبني كثيرًا، لكن ما قرأناه عنهم يشير إلى أنهم طوروا من تفكيرهم لكي يقتصدوا قدر استطاعتهم، أو ليتطفلوا على الولائم، أو ليتخلصوا من ضيوفهم، هذا آخر ما قرأته عنهم «حج أحد البخلاء، فلما عاد اجتمع حوله أصحابه، وطلبوا منه أن يفي بوعوده بخصوص الوليمة التي وعدهم بها قبل الحج. فأجاب: كل ما قلناه قبل الحج قد غفره الله لنا».