ابن البطة السوداء
بحكم خبرتي في القطاع غير الربحي، يعدُّ مصطلح الاستدامة المصطلحَ الأهمَّ في أي مبادرةٍ، أو برنامجٍ، أو مشروعٍ، لذا، إذا لم تكن متأكدًا من استدامة المشروع واستمراريته فمن الأفضل عدم إطلاقه، لكن يبدو أن هذه الحقيقة غابت عن أذهان المسؤولين عن برنامج الاستقطاب، الذي أقام الدنيا وأقعدها في الصيف الماضي، لكنه كان باردًا برودة الشتاء في هذا الصيف فمعظم الأندية بلا تعاقداتٍ، ما سيزيد الفوارق الفنية الموجودة بين فرق الدوري أكثر وأكثر.
لم يتوقف برنامج الاستقطاب عند هذا الحد، لكن مارس أيضًا مبدأ التعويض، فالاتحاد الذي كان الحلقة الأضعف في الموسم الماضي على صعيد الدعم، ها هو يحظى بأفضل وأجود أنواع الاستقطابات إرضاءً لعيون ذلك النجم الأوحد على حساب بقية الأندية التي تدخل الرمق الأخير من فترة الانتقالات دون صفقاتٍ تذكر، وأنا هنا لست ضد دعم الاتحاد، لكنني ضد معالجة الخطأ بخطأ أكبر.
تدور الأحاديث حول برنامج سري لاحتراف اللاعب السعودي خارجيًّا، يتضمَّن لاعبين مميزين أمثال سعود عبد الحميد، وفيصل الغامدي، ومروان الصحفي، وفراس البريكان، وريان حامد وغيرهم من اللاعبين المرشحين للاحتراف في الخارج، وهي خطوةٌ طالبنا بها كثيرًا، لأن المنتخب السعودي لن يتطور إلا بعناصر محترفةٍ خارج الدوري السعودي أيًّا كانت الوجهة الاحترافية، لكنْ اعتراضنا هنا على سرية البرنامج الذي لم يظهر للإعلام والجمهور حتى الآن، وهنا نعود لنطالب بالشفافية، ثم الشفافية، ثم الشفافية.
لو كنت أحد صنَّاع القرار في النادي الأهلي، لتعلَّمت من أخطاء صنَّاع القرار في الاتحاد الموسم الماضي، وأول ما سأقوم به، هو إصدار بيانٍ، يشرح للجماهير الصورة كاملةً قبل إغلاق فترة الانتقالات الجارية، إضافةً إلى أنني سأتخذ قرار الانسحاب من البطولة الآسيوية، لأن تمثيل الوطن ليس بالأمر الهيِّن حتى لو كان هذا التمثيل في لعبةٍ رياضيةٍ.
الأخبار والشائعات والحراك المتأخر لإتمام الصفقات في البيت الأهلاوي، لن يُرضي عشاق الأهلي وجماهيره، فالفريق يحتاج إلى كثيرٍ من الصفقات المحلية والأجنبية بجودةٍ عاليةٍ. أقول هذا، لأنني أدرك تمامًا، أن جمهور الأهلي لن يرضى أن يكون ناديه ابن البطة السوداء.