سطوة رونالدو
تمضي الأمور في نادي النصر بين شدٍّ وجذب، لكن القصص كُلّها تذهب وتعود عند كريستيانو رونالدو. ومن أراد أن يفهم المُعادلة في الداخل الأصفر، عليه أن يعتبر للمسائل التي بدأت تتضح حول استمرار المُدرب البرتغالي كاسترو، وطاقمه، ومعهم وكيل اللاعب العالمي ابن جلدته ريكاردو رجوف. وروجوف ارتبط برونالدو بعد وكيله السابق خورخي مانديز الذي امتدت علاقته بـ «الدون» لعقدين من الزمان وانتهت مع خروجه من مانشستر يونايتد.
والمتتبّع لمسيرة كريستيانو، بعد الخروج من ريال مدريد، يرى بأن النجم الكبير أصبح مُحمّلاً بجملة من القرارات التي لم تجد قبولاً لدى وكيله السابق ما أفضى إلى انفكاك الارتباط بينهما. وظهور وروجوف، وعقد رونالدو مع النصر السعودي، والوجود مع اللاعب حتى داخل أروقة النادي، وتفاصيله اليومية، أوجد حالة جديدة تجاوزت دوره كلاعب إلى أدوار ربما تُلحق الضرر بالنادي العريق. والمُراقب للأمور في البيت الأصفر يعلم جيّدًا أن التعاقد مع أوتافيو من بوردو البرتغالي تم بناءً على علاقة لا على حاجة، كما أن عقد تيليس أليكس ربما حدث بالوضع ذاته، وهو ما أوجد حالة غربة للابورت وبروزفيتش وكذلك ساديو ماني، ولاحقًا طالت الغربة رئيس مجلس الإدارة الجديد إبراهيم المهيدب، فحدث الخلل، وضاعت بوصلة القرار.
ورونالدو مُعضلة كُبرى في النصر، فهو ليس لاعبًا عاديًا يمكن التعامل معه على هذا الأساس، ولا يمكن فرض القوّة الإدارية عليه حتى ينسجم مع المجموعة، إذ أن سطوته الشخصية في الوقت الراهن غير قابلة للتحجيم.
وللتأكيد، فإن تداعيات الهزيمة من الهلال في نهائي السوبر السعودي على كأس الدرعية، لم تخرج من رؤية رونالدو الذي يرى باستمرار كاسترو، والاستغناء عن بعض اللاعبين، وجلب قلب دفاع غير سعودي، مع ثلاثة آخرين من جنسيات مُتعدّدة. وفي الأمور كُلّها، لا تسير الأوضاع كما يرغب بها رئيس مجلس الإدارة، ولا الرئيس التنفيذي، ولن تتطابق الأفكار الإدارية، دون التفاهم مع كريستيانو، ومجموعة العمل البرتغالية. إنّ الحال التي يعيشها النصر، قابلة للإصلاح، متى ما تم إيجاد صيغة عمل واحدة، وهذه مسؤولية المهيدب دون سواه.