أمثال الحياة
بعض الأمثال تختصر لك نتيجة التجربة قبل أن تخوضها، تقول لك تفضل النتيجة ببضعة كلمات، لكن المشكلة أن الإنسان يفضّل خوض التجارب بنفسه، ودفع الثمن من «كيسه»، بينما الحكمة كانت جاهزة وبالمجان بين يديه.
اخترت اليوم مجموعة من الأمثال العالمية، وكالعادة أقدمها لنفسي أولًا علني هذه المرة أنتفع منها، وأتخلص من الدفع وأوقف الخسائر. الجورجيون لديهم مثل يقطر خيرًا وكرمًا «إذا كان لديك أكثر مما تحتاج اجعل الطاولة أوسع وليس السياج أعلى». بالمناسبة.. النفس تُشفى بالعطاء أكثر مما تشفى بالأخذ. السويديون تعمقوا في النفس البشرية، وعرفوا أنها قد تأخذك إلى غير مصلحتك، وقد تغيّرك تمامًا، وتجعل ما هو عادي غير عادي «القلق يعطي الشيء الصغير ظلًا كبيرًا» القلق مشكلة كبيرة، قد يحرم الإنسان من أيامه الهانئة دون سبب حقيقي. لاحظت أن الإيطاليين واقعيون جدًا في أمثلتهم، كما أنها ملتصقة بالحياة والتفاصيل اليومية «إذا كان لديك شخص تتشاجر معه كثيرًا تأكد أنك لا تستطيع الاستغناء عنه»، بعض أنواع الشجارات أشبه بالملح، الذي يرش على ساعات اليوم، وليس كل من تتشاجر معه أنك على خلاف معه، أنت على خلاف معه في شيء ضمن أشياء كثيرة تتفق فيها معه. لا أعرف متى كتب السكان الأصليون لأمريكا المثل التالي، ربما في بدايات طردهم من أراضيهم، لا شك أنهم شاهدوا كيف تُنسج القصص الوهمية عنهم، كيف يقلبون الحقيقة ضدهم، لقد عرفوا قوة الإعلام التي كانت في يد أعدائهم «من يروي القصص هو من يحكم العالم». الألمان قدموا نصيحة مهمة «الخوف هو أسوأ الناصحين»، أتفق مع المثل الألماني، فالخوف يصيب الإنسان بالشلل، ويحرمه حتى من حقوقه. لكني تذكرت مثلًا عربيًا شعبيًا يناقض المثل الألماني «الخوف نص الشطارة»، ربما المثل العربي يقصد الحذر. اليونانيون قدماء في الحكمة والفلسفة، ومن يتعمق في أمثالهم يجد شبهًا بينها وبين مقولات فلاسفتهم، يقول المثل اليوناني «يرتقي المجتمع عندما يزرع الرجال الكبار أشجارًا وهم يعملون أنهم لن يجلسوا في ظلها». أخيرًا وكما تعملون أنا مجرد ناقل للأمثال، وكتابتي لها لا يعني تبنيها، المثل التالي من الأرجنتين، وأعتقد أن الأرجنتيني الذي كتبه حينها كان على خلاف مع زوجته «لا توجد امرأة تصنع من رجل أحمق حكيمًا، لكن هناك امرأة قادرة على تحويل الرجل الحكيم إلى أحمق».