العالم الذي نعيش
* كنا نتحدث أنا وسائق (الأوبر) في إحدى المدن الإنجليزية، كانت أحاديثنا لا تستقر على موضوع محدد، علمت أنه في سلك التعليم، ويشجع سيلتك الأسكتلندي بصورة عجيبة، قال إنه ورث حب سيلتك من عائلته، والمسألة لم تعد تشجيع الفريق والاهتمام به إذا كانت نتائجه جيدة فقط، بل البقاء معه حتى آخر يوم في العمر حتى وإن نزل للدرجة العاشرة. أثناء الدردشة شكوت له من مصلّح الغسالة، وكيف أنه (يتدلع)، وأنه لم يصلح العطل منذ أسبوعين! التفت سائق الأوبر نحوي وقال: ما الجديد.. هؤلاء يعيشون زمنهم الذهبي، إنهم يكسبون أكثر من المُعلمين!. بالأمس تذكرت سائق الأوبر ونادي سيلتك الذي سيبقى معه للأبد، لأني قرأت تقريرًا حديثًا يقول: العمال المهنيون في بريطانيا أعلى أجرًا من حملة الشهادات. موقع (تلغراف موني) قال إن المهن المربحة في بريطانيا يحظى بها الذين لا يحملون درجات علمية، ويحصل بعضهم على رواتب تتجاوز 85 ألف دولار سنويًا. أعتقد الشيء نفسه في أوروبا. ما زلت أذكر أحد المعارف وكان يعيش في عاصمة أوروبية، كان مستغربًا من الأجر الذي دفعه لأحد العمال، قال أنه دفع للعامل الذي عمل لـ 3 ساعات أكثر مما يأخذ هو من وظيفته في يوم كامل. كان الزميل كثير التباهي بشهادته الجامعية، وكثير التحدث عن أساتذته وإعجابهم فيه، في تلك المرة لم يذكر شهادته إطلاقًا، ربما كان يفكر في تعلم مهنة يدوية.
* نحن نقرأ عن تطورات الذكاء الاصطناعي، لكننا لا نعرف تحديدًا إلى أين يمضي، في كل مرة نجده وقد اقتحم مجالًا اعتقدنا أنه مخصص للبشر. اعتقدت أنه لن يتجرأ ليقدم نفسه شاعرًا، اكتشفت أنه يستطيع كتابة الشعر، على الأقل شعرًا أفضل من الشعر الذي أكتبه أنا. جربته في كتابة القصص واكتشفت أنه قاص، على الأقل أفضل من القصص التي كتبتها. كنت أظنه لن يستطيع الخوض في كل ما يتعلق بالمشاعر الإنسانية. آخر ما قرأته أنه صار يكتب نكتًا مضحكة، وذكرت الممثلة الكوميدية كارين هوبز أنها وعلى خشبة المسرح ألقت العديد من النكات التي صاغها الذكاء الاصطناعي، وأن الجمهور ضحك على النكات. كارين قبل أن تلقي بالنكات قالت للجمهور الذي لا يعلم أن نكاتها من الذكاء الاصطناعي: إذا ضحكتم طوال هذه الفقرة، فسوف نفقد جميعًا وظائفنا!