إعادة السويلم
يحتفظ سعود السويلم الرئيس السابق لنادي النصر بمحبّة كبيرة لدى الجمهور الأصفر، وهو رجل عمل للتاريخ، فسكنه بما قدّم خلال فترة قصيرة. ومنشوره الذي وضعه على حسابه الشخصي في منصّة «إكس» قبل يومين، يحمل الكثير من الدلالات، وإن كان تحرّكه جاء من منطلق مسؤولياته، وبسبب حال الفراغ الرئاسي في النادي العريق.
وسعود السويلم من حقّه أن يقول، وأن يدعم، وأن يدعو الجماهير إلى الحضور، وهو وإن كان بعيدًا، فلا مانع أبدًا في أن يكون قريبًا.
لقد حُرم النصر من رجل بقدرة وذكاء السويلم، وفُتحت الأبواب لغيره أن يظهر في المشهد، دون أن يكون هُناك أيّة حسابات، ووضعت الموانع أمام الرجل النصراوي الكبير، في حين مُهّدت الطُرق لأشخاص غيره في نادٍ واحد!.
إن ابتعاد الأمير خالد بن فهد، وتهميش الرئيسين مسلّي آل معمّر وإبراهيم المهيدب، لظلم كبير طال الأصفر، كما أن وضع سعود السويلم في خانة الغياب أو التغييب، أمر لا مُبرّر له، في ظل تمكين نادٍ مثل الهلال من كل رجاله، وداعميه، رغم تشابك الأمور، وحساسية المواقف.
وبدراسة حالة سعود السويلم، فإنّه خاض التجربة الأولى دون نقصان، وحين الإزاحة، ظلّ ممتثلاً دون أن ينثر الكلام أو يرفض الواقع، وهذه مسألة تُحسب له لا عليه. إنّنا الآن في وضع غير واضح التركيب، ومن الخطأ إطالة المسافة على شخص مثل سعود السويلم، عرف جيّدًا معنى المنافسة، وقدّر كثيرًا ساعة الترجّل، وباتت عودته أمراً مُلحًّا لا حالة إحراج مع أي وضعٍ كان.
إن تمكين الهلال من رجاله وداعميه «ما ظهر منهم وما بطن»، وحرمان النصر من كتلته المؤثرة الهائلة، لإرباك للمشهد، وخلل عميق في التوازن، وتفرّد لفصيل فوق دائرة ضخمة.
لقد اختلّت المُعادلة، وصاب الاهتزاز وضع الاتزان، ووضح أن ناديًا مثل النصر محروم من رجاله، ومن مُحبّيه المالكين المقدرة والرغبة، ولم يعد هناك، أمام الاختلال الواضح، من بُدٍّ سوى تمكين رجل بحجم سعود السويلم، وإعادته لناديه الكبير، وليكن المحكّ العمل، والنجاح، ومواجهة الوجوه بالوجوه، فالمنافسة تحتضر، والمال، والقوّة، والنفوذ تتجه للفصيل الأزرق.