حديث الإبراهيم
غيابًا من بعيد، كلامًا من قريب. ظهر مشاري الإبراهيم في بودكاست «سقراط» مُتحدثًا عن الأندية الأربعة المنقولة ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامّة. الحديث الذي حينما أتى لم يأتِ معه الجواب الشافي لكل الأسئلة الدائرة، وترك الأمور مُعلّقة، دون أن يكون هناك تفسير لتمكين الهلال عن غيره!
إن ترويج أن الهلال الأعلى مداخيل قبل عملية النقل لا يستند على رقم مُعلن، ولا إلى ميزانية مُفنّدة، ولا على عقود ذات استدامة مالية. وعليه، لا يمكن قبول ما قاله الإبراهيم على إنه صحيح، دون أن نغفل في الوقت ذاته، أن الرجل ينتمي إلى الجهة المالكة الجديدة. كما أن الحديث عن قصّة الرنج روفر المدفون في ركام النفايات قصّة تحتاج إلى منطقية أكثر، ولا يمكن وضعها في إطار حتمية الاستحواذ وتعديل الأوضاع.
لقد تغيّرت التركيبة في الأندية ذات العمق الشعبي مثل النصر، والأهلي، والاتحاد، لكن الحالة النخبوية ذات الجانب الأرستقراطي تُركت للهلال، وحدث التمايز الفنّي والمالي، مع التبرير الدائم الذي يُساق على أن الأزرق الأكثر نجاحًا وربحية، وهو التسويق الذي أعاد ترديده مسؤول الصندوق السيادي، في مسار يتطابق مع كُل الطرح الذي سبق ظهور الإبراهيم ذاته!
إن حالة الأموال الواردة إلى خزينة الهلال من جهة فردية لا تملتك لا أسهمًا ولا ملكية عوائد يُحدث الخلل ويُوسّع الفجوة بينه وبين أقرانه من الأندية، ويُسأل عنه الصندوق ذاته، كون القاعدة المالية للأمير الوليد بن طلال وحجم توزيعاته النقدية من جرّاء استثماراته في سوق الأسهم السعودية، لا تنطبق وتكوين الأندية من غيره، ويضع المسائل دون تساوٍ في العدل الإداري، دون أن نُغيّب استفهامات الميزانيات الصفرية في أندية الشركات كُلّها.
لقد أتى حديث السيّد مشاري لينساق مع الأحاديث الهلالية، وكأن الكلام الوارد كُلّه مع ما حملته مُسبّبات الظهور، صدر ليبرّر للحالة المُرتبكة في الأزرق، والمُعقّدة في غيره، وليس هناك من داعٍ لكي يخرج مسؤول بحجم ومكانة الإبراهيم، ويضع الميزان في كفّة نجاح الهلال. إن الانتظار الطويل للأحاديث الشفّافة تًصبح بلا مُبرّر حين الحديث عن الورطة الزرقاء!