كلام ويك إند
* كثيرٌ من شباب اليوم لا يعرفون سكيلاتشي. يعرفه مَن شاهد مونديال 1990 في إيطاليا، ومحبو أرقام كرة القدم، وحفظة تاريخها. أتذكَّر أهدافه الستة التي نال عليها لقب هدَّاف المونديال. لم تُعجبني أهدافه، ربما لأنني لم أكن أشجع إيطاليا. ليس ربما، بل من المؤكَّد أن جميع الأهداف التي سجَّلتها المنتخبات التي تنافس مارادونا لم تعجبني. كان سكيلاتشي نجم المونديال، وقيل، والله أعلم، إنه كان مسجونًا، وأخرجوه من سجنه، ليلعب للآزوري في تلك البطولة! وهي معلومةٌ سمعيةٌ لا أكثر مثل كل السمعيات التي تُحاك ضد الذين يخطفون الأضواء فجأةً. عندما قرأت خبر رحيله قبل يومين، أصابني الحزن، ليس عليه كُليًّا. جزءٌ منه لأنه رحل في سنٍّ مبكِّرةٍ، وجزءٌ لأنه ممَّن يشكِّلون ذاكرتي الرياضية عندما كنت أعتقد بأنني «أنا»، سألعب يومًا في كأس العالم. لست وحدي، أنتم أيضًا أعزائي، الكثيرون منكم تخيَّلوا أنهم يلعبون، أو سيلعبون في كأس العالم، أو في بطولةٍ مهمةٍ! المهم أننا جميعًا كنا نجومَ تلك المباريات، ومُسجِّلي أهدافها الحاسمة! نعم، حزنت على رحيل سكيلاتشي، وأدركت أنني كنت أحبُّه دون شعورٍ واضحٍ لهذا الحب، ربما لأنني كبرت، وصرت أرى الأمور بمنظورٍ مختلفٍ. في إمكاني أن أحبَّ مارادونا، وأحبَّ معه عديدًا من اللاعبين، وأن أشجِّع الأرجنتين، ومنتخباتٍ أخرى أيضًا. غاب بريق سكيلاتشي بعد كأس العالم 1990 سريعًا، سريعًا مثلما لمع اسمعه، لكنَّه لعب في البطولة الأهم، البطولة التي تُدخلك التاريخ بهدفٍ واحدٍ، فما بالك بستة أهدافٍ.
* منذ ثلاثة أشهرٍ وأنا أحاول إقناع ابني بقصِّ شعره في مقدمة رأسه، وأن يغيِّره من شعرٍ ملتوٍ منفوشٍ إلى ما هو طبيعي، وأن يقصَّ الشعر الطويل، ويسرِّحه على اليمين، أو اليسار. تعبت من محاولات إقناعه. مازحته، وكنت جادًّا في داخلي: قُصَّ شعرك، وسأعطيك جائزةً حلوةً. قابل عرضي بابتسامةٍ مع هزَّة رأسٍ مُمانعةٍ. موضة شعره أشاهدها في أماكنَ كثيرةٍ، ويكفي أن تشاهدها على رؤوس اللاعبين، خاصَّةً لاعبي أرسنال الذين يشجِّعهم. في المرة الأخيرة شرحت له أكثر: لا تتبع الموضة، لأنها قبيحةٌ أحيانًا، وانتشارها لا يعني أنها جيدةٌ، ستندم عندما تكبر على أشياءَ فعلتها لمجرد أن غيرك فعلها، اتبع ذوقك الشخصي، وكن وسطيًّا. بعد هذا الحديث بأيامٍ، أرسل لي أخي الأكبر صورةً قديمةً لي، كان عمري في الصورة بعمر ابني نفسه الآن، وكان شعري يشبه شعر ابني تمامًا!