كلام في الكورة
* طرحت صحيفة الرياضية سؤالًا للجمهور: ضع نفسك مكان مانشيني.. ما هو التشكيل الأنسب لمواجهة اليابان؟ السؤال ساحر لقلوب الجمهور لأنه يتيح لهم أن يكونوا مدربين.. كلنا نود أن نكون مدربين طالما لن نتحمل المسؤولية ولن يحاسبنا أو يعاتبنا أحد. المدرب في كل الأحوال رهان طويل الأجل، إن رفع مستوى الفريق منذ البداية علينا أن ننتظر إن كان الفريق سيحافظ على مستواه ويحقق بطولة، وعلينا أن ننتظر إن لم يحقق في البدايات المستوى المطلوب، تحتاج بعض الفرق للانسجام ولفهم ما يريده المدرب. أليكس فيرجسون لم يفعل شيئًا يستحق ذكره في أول عامين، لكنه بعد ذلك احتكر معظم الكؤوس التي صنعت للدوري الإنجليزي وبقية البطولات. المدرب الحقيقي لا يصنع الخطط فقط، بل يصنع الروح عند اللاعبين، وتضامنهم مع بعضهم في الملعب. الحمد لله أني لست مدربًا حقيقيًا لأنني سأفرض نفسي لاعبًا أساسيًا على التشكيلة، بالمناسبة.. كان رود خوليت مدربًا ولاعبًا لتشيلسي الإنجليزي، ما زلت أذكر ذلك جيدًا، كان يوجه اللاعبين كمدرب، ثم وأثناء المباراة يطلب فانيلة ويدخل الملعب، لم يكن دخوله يحدث فارقًا، كان قد تقدم في العمر، وراعي البالين كذاب!
* ما معنى أن يلعب في كأس العالم 48 منتخبًا؟ هذا الرقم الذي يشكل ثلث منتخبات الأرض سيفرض علينا مشاهدة مباريات ضعيفة في كأس العالم، ولقطات كروية لا تصلح أن تظهر في المحفل الكروي الأهم. لن يمانع الفيفا من أن يجعل عدد المنخبات 100 منتخب طالما أن الزيادة في المنتخبات تدر أرباحًا أكثر، كرة القدم تحولت إلى «بيزنس» منذ أن دخلت فيها رعاية الشركات العالمية الكبرى، منذ أن تعمّد بيليه الجلوس طويلًا في وسط الملعب ليربط حذاءه ولتلتقط الكاميرات شعار الشركة المصنعة للحذاء.
* الجمهور أكبر منصف للاعبين، وأكبر ظالم، ينصف اللاعب المتألق بالدفاع عنه والتغني بأهدافه ولمعان مستواه، لكنه سريع النسيان، ينسى كل ما فعله اللاعب إذا انخفض المستوى مدةً، وإن لم يقدم ما يطمح الجمهور إليه في مباراة محددة، الجمهور بشكل دائم يريد من المهاجم أن يكون ماكينة أهداف، ولاعب الوسط مهندس التمريرات الصحيحة، والمدافع أن يكون جدارًا، وهذا مستحيل على لاعب بشري يضعف ويرتبك ويخاف. الجمهور هو الوحيد الذي يؤلف للاعب الأغنيات، وهو الوحيد الذي يمحوها! أذكر ما قاله أحد نجوم الكرة الخليجية بعد أدائه السيئ في إحدى البطولات: بعد عودتنا من البطولة ووصولنا للمطار بدأت أسمع الشتائم، حتى الذين لا يشتمون كانوا ينظرون لي نظرات حقد. نفس هؤلاء عادوا وغنوا وهتفوا باسمي بعد تسجيلي للأهداف.