مجموعة «حبايبي»
منذ أمد، وعلى حسب ما تتكون الرغبات وتكبُر، يتم التعامل مع المنتخب السعودي لكرة القدم وفق ما يكون العدد الأكبر من «الحبايب» في تركيبته النهائية. وهو التعامل الذي يصدر من مجموعة «حبايبي» التي تنظر للأخضر السعودي بناءً على ما لديها من علاقات مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أو أمينه العام، وكذلك على عدد العناصر اللاعبة المُتشكّلة من نادٍ مُعيّن، فتأخذ الجميع على عدم الاقتراب منه نقدًا أو تشريحًا، ومن يفعل ذلك يعتبر مسّ مساسًا مُباشرًا بعواطفها ومشاعرها، وتعديًّا على مصالحها الخاصّة، ما يتوجب إقصاءً من التركيبة الوطنية، ونفيًا عن حالة الانتماء الكُبرى بالارتكاز على الهجوم، والتقريع، والتشويه المُمنهج، ودون خجل.
و«حبايبي» كارثية على مستوى الطرح والبناء الكامل لفكرة المصلحة الواحدة، فالمنتخب بالنسبة لهم حالة مصلحية بالدرجة الأولى، فنقده يعني الاقتراب من تهديد المصالح، ونقد لاعبه يعني في المقام الأول تدمير نفسية عنصر ناديه وتأثر نتائج فريقه، دون النظر إلى أن الرداء الأخضر يشمل الجميع، وأن من يلعب للمنتخب يجب أن يكون تحت أنظار المتابع السعودي لا محميًا من أنصار الفريق.
والمجموعة المصلحية تأخذ المنتخب على أنه مجموعة عاملين مُحدّدين في اتحاد اللعبة لهم ارتباط وثيق بهم، ولاعبو فريق واحد لابد وأن تكون الظروف مُهيأة لهم لتحقيق الإنجازات الفردية والأرقام الخاصة، حتى ينعكس ذلك على مسيرة فريقهم في المسابقات الداخلية وتمييز الفريق الذي جاء منه اللاعب عن غيره، وهذه مسائل تضرب الجميع في اتجاه التفرقة، وضياع هوية المنتخب الوطني.
إن توجيه اللوم على لاعب مُنتخب من نادٍ محلي من طرف لا يميل إلى ذات النادي لا تعني النظرة الضيقة ووجوب أن ينبري المنتمون إلى تقريع اللائم ووضعه في خانة التشويه، كما أن إخفاق اتحاد الكُرة في عمله والإشارة إلى ذلك لا تعني أن يصوّب المُحب للاتحاد ورئيسه جام غضبه وتفرّده بالوطنية على من أشار إلى القصور.
لقد تشابكت المسائل في المنتخب وكيفية النظر إليه، لكن الأمور حتمًا ستسير في اتجاه بناء الرأي الكامل.