كلها من التطبيقات!
* من الواضح أن حربًا جديدة تشتعل بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين اسمها «حرب التطبيقات»، فقد رفعت 13 ولاية دعوى على تطبيق تيك توك، قائلين أنه يسبب الإدمان، ولا يحرص على ما يناسب الأطفال. ما قالته الولايات قد يكون صحيحًا، لكن السؤال: وماذا تسبب بقية التطبيقات غير الصينية؟ جميعها تسبب الإدمان، أنا أفتح تويتر وإنستجرام كل نصف ساعة دون سبب، أنا مدمن تطبيقي! سبب رفع القضية أن تيك توك الناجح ليس تطبيقًا أمريكيًا، ولأنه تحديدًا تطبيق صيني. حروب التطبيقات غايتها الحد من تطبيقات المنافسين، ولو باعت الصين تيك توك لشركات أمريكية لألغوا القضايا، ولقالوا إن تيك توك ناجح ومفيد ويعطيك جوانح!.
* لم أكن أعرف المعنى الحقيقي للتطبيقات الناجحة، احتجت سنوات لأفهم أن قيمتها مليارات، تطبيق إنستجرام يساوي أكثر من 60 مليار دولار، والقيمة السوقية للفيسبوك ارتفعت في 2024 إلى 188% لتصل قيمة التطبيق إلى 909 مليارات حسب آخر البيانات. تطبيق مثل أمازون يساوي مئات المليارات أو أكثر، تخيلوا أنه صار يوفر بيع المنازل، وبعض أنواع السيارات، وطبعًا مئات الآلاف من المنتجات. تمتلك أمازون شبكة توصيل عالمية تبدأ من الدراجات الهوائية إلى الطائرات، ولن ننتظر طويلًا حتى تقدم الخدمات الطبية والتعليمية، ولا أدري إن كانت تقدمها فعلًا، فكرة أمازون أن تكون سوق العالم، وهي تسعى لأن تكون الوجهة الأخيرة لما في جيوبنا.
* العالم لم يتغير مع الأنترنت كما تغير مع وجود التطبيقات، قبل مدة كنا في زيارة لأحد الأصدقاء، كان كريمًا، قدم لنا عصيرًا منعشًا، ثم قدم لنا عشاءً فيه ما لذ وطاب، ثم جاء بالحلويات التي لم أكن أعرفها أو أتذوقها سابقًا، شعرنا بالحرج من شدة كرمه، وعند مغادرتنا طلبت منه أن يشكر «المدام» على ما أعدته لنا من عصائر وعشاء وحلوى، نظر لي مستغربًا وقال: الحمد لله والشكر.. اللحين أنا أطلب لكم وأعشيكم وأدفع من جيبي وأنت تشكر المدام؟ سألته ومن أعدّ لنا كل هذا؟ أجاب مشيرًا إلى هاتفه: من هذا.. كلها من التطبيقات!.