حرف الميم
في البداية، وقبل أن أخوض في صلب مقالي هذا، دعوني أبارك لأولئك الذين باركوا رحيل ماكسيمان، وتركوا الأهلي بلا جناحٍ أيسر محاولًا الطيران عبثًا! فيما دُعمت بقية الأندية بكل ما تحتاج إليه لتحلِّق بعيدًا جدًّا.
منذ قدومه إلى المملكة، ذكرت أن مانشيني لا يتناسب مع المنتخب السعودي لأسبابٍ عدة، أولها أنه يرى نفسه أكبر من الكرة السعودية، وثانيها أنه مدربٌ عقيمٌ، فهو يصرُّ على طريقةٍ تكتيكيةٍ معينةٍ مهما حدث حتى وإن كانت لا تتناسب مع إمكانات اللاعبين، لكنْ الأهم من ذلك أنه فشل في التأهل مع بلاده إلى كأس العالم 2022، وتركها في الوقت الذي كانت فيه بأمسِّ الحاجة إليه.
منذ قدومه، لعب مانشيني أدوارًا عدة، لكنه لم يلعب الدور الرئيس الذي تم التعاقد معه من أجله، وهو تدريب المنتخب السعودي! فقد لعب كمستشارٍ لاتحاد الكرة، وفرض عليهم تقليص عدد اللاعبين المحليين في كل نادٍ إلى 15 لاعبًا، كما لعب دور المستشار للرابطة، وفرض عليهم اللعب بثمانية أجانب داخل الملعب، فيما يجلس اثنان منهم في المدرَّجات في محاولةٍ منه لزيادة عدد دقائق اللعب لدى اللاعب السعودي، وبالفعل هذا ما حدث، لكنه تجاهل أولئك اللاعبين الذين يلعبون المباريات مع أنديتهم، واختار أولئك اللاعبين الذين يجلسون على مقاعد البدلاء! حتى إن عددًا منهم لم يلعب دقيقةً واحدةً، كما أنه استبعد عددًا من اللاعبين الذين كانوا يستحقون الانضمام للمنتخب، وحرمهم من هذه الفرصة!
لم يكتفِ مانشيني بلعب دور المستشار فقد لعب أيضًا دور الوسيط مع برنامج الاحتراف الخارجي، الذي لم يُعلن عنه إلى الآن، حيث أشار باحتراف هذا وذاك! حتى إنه اعترف بأنه كان وسيطًا في صفقة سعود عبد الحميد، ولا أريد أن أقول إنه لعب أدوارًا أخرى، ليس من باب الاحترام لمانشيني، لكن من باب احترام منصب مدرب المنتخب السعودي.
شاهدت مدرب الأهلي الألماني ماتياس يايسله حاضرًا في لقاء المنتخب مع البحرين، وكنت أتمنى أن أجد مَن يملك الشجاعة لاتخاذ القرار برحيل مانشيني وماتياس في تلك الليلة، لأن القاسم المشترك بينهما أكبر بكثيرٍ من حرف الميم.