العالم الذي نعيش
ـ مقال اليوم من أخبار العالم الذي نعيش، العالم الذي كلما تعمقت فيه كلما اكتشفت أنك ما زلت في بداياته، وأنك مهما عشت لن تكتشف كل حكاياته. في الولايات المتحدة الأمريكية حاول رجل شراء بطاقة يانصيب من آلة مخصصة لليانصيب، ما حصل أن الآلة تعطلت ولم يتمكن من شراء البطاقة، فغضب وعاتب حظه. على بعد خطوات دخل بقالة واشترى بطاقة وفاز بـ 9.5 مليون دولار ! خبر فوز الناس باليانصيب من الأخبار اليومية والأسبوعية، لكن ما لفتني هي حكايته القصيرة في الاعتقاد بسوء حظه بينما كان تعطل الآلة هو الطريق نحو حظه الجيد. معظم سكان العالم الذي نعيش إذا لم يحصلوا على شيء يريدونه اعتقدوا أن حظهم سيئ، لكنهم كما رجل اليانصيب لا يعلمون ماذا تخبئ لهم الأقدار من سعادة تجعلهم يحمدون الله أن الشيء أو الأشياء التي سعوا لها لم تتحقق، لأنها لو تحققت لما وصلوا إلى الأفضل الذي وصلوا إليه. أتذكر كيف حزنت واكتأبت لأنني لم أنجح في تحقيق بعض ما كنت أسعى إليه، اليوم أشكر الله وأحمده لأنني فشلت في محاولاتي تلك. أعود للرجل الفائز باليانصيب، يقال ولست متأكدًا أنه أغلق جواله منذ وصول الملايين إلى حسابه البنكي، ومازالت زوجته تبحث عنه. قيل إنه سافر إلى إحدى الجزر السياحية، وآخرون قالوا إنهم شاهدوه في بهو فندق فخم، أما زوجته فقالت: لا يهمني كيف ينفق ملايينه، المهم ألا ينفقها على امرأة غيري وإن لم أحصل على شيء منه !
ـ لا أحب المطارات لأن مشاهدة دموع المسافرين والموّدعين أوقع من دموع المستقبلين والعائدين، صالات المطارات لقطة من مشهد الحياة المستمر. في مطار «دنيدن» النيوزلندي تم حظر العناق لأكثر من 3 دقائق، وتم توزيع لافتات في المطار كتبت فيها عبارات مثل «من الصعب قول وداعًا، لذا أجعل التوديع سريعًا، 3 دقائق كحد أقصى» ويبدو أن إدارة المطار منزعجة من طول عناقات الوداع لأنها تتسبب في تأخر المسافرين على رحلاتهم، كما أنها تتسبب في إرباك حركة المرور باتجاه شحن الحقائب. إحدى اللافتات الطريفة كُتب عليها «يجب على الذين يبحثون عن وداع طويل استخدام موقف السيارات حيث يسمح بفترة مدتها 15 دقيقة». أعرف مشاعر دموع المودعين والمسافرين، فقد جربت ذلك كثيرًا، والحمد لله أنني لا أسافر عبر مطار «دنيدن !». أعتقد أن اسم المطار يصلح ليكون «عيّارة» أكثر من أن يكون اسم مطار!.