كلام ويك إند
* لم أتابع مباراة السوبر بين الزمالك والأهلي الأخيرة منذ بدايتها. شاهدتها وهي في الدقيقة 90! واسمحوا لي بكل انحيازٍ وتحيُّزٍ ورأي عاطفي بأن أقول: إن الزمالك كان الأفضل في الشوطين الإضافيين، أمَّا المتعة، فكانت في ركلات الجزاء. أستطيع أن أطلق عليها «ركلات الفرص الضائعة»، لأن الأهلي أضاع تسديدة الفوز، ليتعادل الزمالك، ثم أضاع الأهلي مرةً أخرى، لتصبح الفرصة سانحةً للزمالك، لكنْ «شيكابالا» أضاع ما لا يُسمح بتضييعه! وهذه ضريبة الكبار. عليك أن تقبل بتضييع اللاعب الكبير ركلة جزاء الفوز، أو فرصةً حاسمةً مقابل كل المستوى الكبير الذي يقدمه طوال الموسم. ذهبت المباراة للأهلي، وأرجو ألَّا ينزعج مني الأهلاويون إن قلت: إن فريقهم كان كبيرًا في المباراة، لكنَّ حظَّهم كان كبيرًا جدًّا. تمنَّيت لو أن في الكرة المصرية أكثر من أهلي وزمالك، وهذه هي مشكلة الدوري المصري بأنك لا تشاهد مبارياتٍ كبيرةً كثيرةً، كما هو الحال في الدوري السعودي.
* التقيت صديقي الإنجليزي السبعيني بعد فراقٍ دام أكثر من عامٍ. كان حديثه كالعادة شيقًا وممتعًا، كما أنه أفضل شخصٍ من حيث القدرة على الاستماع. صدقوني، سيبقى مستمعًا لو استمرَّ الذي يتحدَّث ساعةً كاملةً! لا يقاطعه، ولا يُشعره بالملل حتى وإن كان حديثه مملًّا! هذا ما شاهدته بنفسي. تحدَّثت بأحاديثَ مملَّةٍ كثيرةٍ، وبلغةٍ إنجليزيةٍ ركيكةٍ مراتٍ عدة، ولم يقاطعني مرةً واحدةً! المرات التي يتكلَّم بها عندما أتحدَّث، هي التي يبحث لي فيها عن الكلمة المناسبة التي توافق المعنى الذي أريده. في لقائنا الأخير تكلَّم عن ذكريات طفولته. قال: إنه عاش طفولته في ويمبلدون، وطعم التفاح الأخضر الذي كان يقطفه من شجرة جاره، ما زال في فمه بعد مرور أكثر من 65 عامًا، وأنه تذوَّق عشرات أصناف التفاح في حياته، ولم يجد ألذَّ من تفاح تلك الشجرة، كما ذكر أنه كان يشتري تذكرة بطولة ويمبلدون للتنس بـ 28 بنسًا «ريال و20 هللة»، ويبيعها يوم المباراة بضعف السعر، وأنه كان محبًّا لكرة القدم، ويحضر المباريات عندما كان اللاعبون يمضون حياتهم الكروية في فريقٍ واحدٍ، لكنه ترك كرة القدم عندما صار اللاعبون ينتقلون من فريقٍ إلى آخر، ويقبضون في أسبوعٍ واحدٍ ما يحصل عليه في أعوامٍ عدة! بعد حديثنا، دعوته لتناول الغداء في البيت. تناولنا الطعام، ثم نام على الكنبة نصف ساعةٍ دون شعورٍ منه، وعندما استيقظ، اعتذر مني بشدةٍ، ثم طلب مني ألَّا أبلغ زوجته عن نومه، لأنها لن تتوقف عن الثرثرة، وستبلغ جميع أفراد العائلة والأصدقاء عن تصرُّفه «الوقح» حسب تعبيره. عندما أدار محرك سيارته نظر نحوي متسائلًا: ما الذي يجعلني أتعلَّق بزوجةٍ، أبدو أمامها مثل الدجاجة؟