يعني ما في هالبلد إلا هالولد!
في البداية، وقبل أن أخوض في صلب مقالي هذا، دعوني أبارك لأولئك الذين باركوا رحيل ماكسيمان، وتركوا الأهلي بلا جناحٍ أيسرَ محاولًا الطيران عبثًا، فيما دُعمت بقية الأندية بكل ما تحتاج إليه لتحلِّق بعيدًا جدًّا.
أخيرًا رحل مانشيني، ورحلت معه أفكاره العقيمة، وعادت الروح الإيجابية إلى الشارع الرياضي. وعلى الرغم من أنني لا أعتقد أن هذا وأمثاله سيفرِّطون بهللةٍ واحدةٍ من الشرط الجزائي إلا أنني سأتظاهر بتصديق تلك المصادر التي أشارت إلى أن الاتحاد السعودي لكرة القدم نجح في تخفيض الغرامة الناتجة عن إنهاء العقد بنسبةٍ كبيرةٍ! لكنْ ليس هذا ما يهمُّنا الآن، لأن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بقوةٍ في المرحلة المقبلة: ماذا بعد مانشيني؟
الخيار البديل لمانشيني، الذي رآه الاتحاد السعودي لكرة القدم مناسبًا، كان إعادة الفرنسي هيرفي رينارد الذي يعدُّ المدرب الذي قضى أطول فترةٍ مع المنتخب السعودي طوال تاريخه. وأرى هنا أن إعادة التعاقد مع رينارد، كانت عبارةً عن تصحيح خطأ بخطأ آخر، لأن إعادة رينارد تعكس رسالةً مهمَّةً جدًّا، وهي أن المسؤول وصل إلى درجةٍ من الإفلاس الفكري بحيث لم يجد سوى هذا المدرب الذي عشنا معه ذكرياتٍ جميلةً بلا أي إنجازاتٍ تذكر.
صحيحٌ أننا تأهَّلنا مع رينارد إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر بالمركز الأول في التصفيات النهائية متفوِّقين على اليابان وأستراليا، وصحيحٌ أيضًا أننا أبهرنا العالم مع رينارد بانتصارنا على منتخب الأرجنتين، بطل العالم في النسخة الماضية، لكنْ ما هو الإنجازُ في كل ما سبق؟ وماذا قدم رينارد مع المنتخب غير ما ذُكر؟ وما البطولات التي استطاع رينارد تحقيقها؟ الجواب صفر. ولا أتحدَّث عن أي صفر، وإنما أتحدث عن ذلك الصفر الذي نضعه في الجانب الأيسر.
كنت أتمنى أن يتولى تدريب المنتخب أحد المدربين الوطنيين في مباراتي أستراليا وإندونيسيا المقبلتين على الأقل حتى نظهر أمام أنفسنا، ولو بالكذب، بأننا دعمنا المدرب الوطني، لكنْ لا أعتقد أنني سأجد لأمنيتي هذه أذنًا صاغيةً عند المسؤول، لذا سأقول له متعجِّبًا: يعني ما في هالبلد إلا هالولد!