العالم الذي نعيش
* مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، وكالعادة لن أنقل أخبارًا تعكّر المزاج، أو تزيد العالم قتامة على القتامة التي يصنعها صنّاع الحروب. التعكير الذي قد يحدث هو من أسلوبي في الكتابة فقط! منذ أن وعيت الحياة وأنا أسمع خبراء التجارة يقولون إن النجاح يكمن في الأفكار التي خارج الصندوق، علينا أن ندخل السوق بفكرة جديدة، هذا شرط النجاح حسب نصيحتهم، لكنهم لم يقولوا لنا إن الأفكار الجديدة يجب أن تكون واقعية، كما يجب أن تلبي حاجة السوق لها. غموض «خارج الصندوق» تسبب بسيل من الأفكار المجنونة، خسر أصحابها مدخراتهم، وكالعادة الرابح الوحيد مالك المحل الذي يحصل على إيجاره كل عام، يستقبل متحمسًا جديدًا، ليودعه بعد عام أو عامين. يقال إن الفارق بين الأفكار العبقرية والمجنونة فارق بسيط جدًا، لكنه كبير جدًا أيضًا في الذكاء والنتيجة. في تايلند افتتح محل يصنع التماثيل الطينية حسب طلب الزبائن، والفكرة في أنك تطلب منهم صنع تمثال يشبه شخصًا لا تحبه، ثم تأتي لتضرب التمثال «الشخص» وتنتقم منه، تلقنه درسًا لأنك لم تستطع تلقينه الدرس على أرض الواقع. يضمن المحل أن يدك لن تتأذى من توجيه لكماتك للتمثال، كما أنك تستطيع طلب عدة تماثيل في وقت واحد، لكي تستطيع ضربهم في نفس الوقت يا بطل! فكرة المحل لاقت قبولًا كبيرًا، حتى أن صاحب المحل صار يعطي مواعيد بعد عدة أشهر. يُقال إن الكثير من الطلبات كانت من سيدات منفصلات أردن ضرب أزواجهن السابقين، كما أن هناك طلبات من موظفين يريدون «لكم» مدراءهم. لا أدري عزيزي القارئ.. هل جاء في بالك أن تلكم تمثال شخص ما؟ بالنسبة لي سأطلب من المحل أن يصنع تمثالاً يُشبهني!.
* آخر الدراسات تقول إن الموظفين الذين يستطيعون التكيف مع وظائف أخرى، هم الناجون من الذكاء الاصطناعي الذي سيستولي على مئات الأعمال، ونصح الملياردير مارك كوبان الموظفين بالتحلي بالمرونة والفضول والقدرة على التكيّف. ما يريد قوله الأخ مارك إن الذكاء الاصطناعي سيأخذ وظائفنا، وعلينا تعلم مهارات جديدة لم يصلها الذكاء الاصطناعي لغاية الآن. بالنسبة لي ولأني أحب «الفطائر» بدأت بتعلمها، وركزت على الفطائر بالجبن لكي أكون متخصصًا، أحد الزملاء بدأ بتعلم «المحاشي»، زميل آخر راسل شركة تقنية وسألهم إن كان باستطاعتهم تحويله إلى روبوت!.