2024-11-01 | 13:50 قصص رياضية

بيولي.. الرجل الذي لا يمضي الوقت مع عائلته ليس رجلا حقيقيّا

القاهرة ـ أحمد مختار
مشاركة الخبر      

«​الرجل الذي لا يمضي الوقت مع عائلته، ليس رجلًا حقيقيًّا». مقولةٌ شهيرةٌ، لا تنسى للعرَّاب دون فيتو كورليوني في رائعة فرانسيس فورد كوبولا، التي عرفها المتابعون بسلسلة «الأب الروحي»، المقدَّمة بثلاثة أجزاءٍ في «هوليوود» خلال القرن العشرين، والمصنَّفة من قِبل الجمهور بأعظم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية بلا منافسٍ.
ويمكن الاستعانة بهذه المقولة بوصفها مدخلًا للحديث عن الإيطالي ستيفانو بيولي، مدرب فريق النصر الأول لكرة القدم، إذ يقدِّس هذه الرسالة، وهذا ما يظهر باهتمامه الشديد بتفاصيل أسرته، ومساعدتهم في كل كبيرةٍ وصغيرةٍ بحياتهم حتى مع انشغاله بأمور التدريب سواءً في ميلان سابقًا، أو النصر حاليًّا.
ويُدين ستيفانو بالكثير في حياته الشخصية والمهنية إلى باربرا، المرأة الحديدية التي أحبَّها أثناء دراستهما في المدرسة الثانوية، ليتعلَّق قلبه بها سريعًا، ويفاتحها مباشرةً في الارتباط دون سابق إنذارٍ.
يقول بيولي عن علاقته بحبيبته، التي أصبحت زوجته فيما بعد وأم أولاده: «لقد كنا معًا منذ أن كنا في الـ 16 من العمر، ولم ننفصل منذ ذلك الحين. عندما خرجنا للمرة الأولى في موعدٍ، كنت بالفعل حريصًا على الزواج وإنجاب الأطفال، وطلبت منها أن تفكر في الأمر، لكنها أرادت أن تأخذ وقتًا لأخذ قرارها».
كان ستيفانو، هو الطرف الذي أصرَّ أكثر على إتمام هذه العلاقة، لتنجح في النهاية.
وتعدُّ باربرا المرأة القوية وراء مسيرته المهنية الناجحة، إذ ساعدته في النمو والتحسُّن، لذا يحرص باستمرار على شكرها، والتغزل فيها بعد كل نجاحٍ له داخل الملعب وخارجه.
وتتخذ زوجة بيولي أغلب القرارات خارج حياته المهنية، فيما يركز هو على عمله مدربًا.
وتتحدث الصحافة الإيطالية عن زوجة مدرب النصر، مبينةً أنها سيدةٌ تعشق السفر، وتعدُّ خبيرةً في البحث عن الأماكن الأثرية.
وعندما تتصفَّح حسابها في موقع «إنستجرام»، ستدرك فورًا أنك في حضرة خبيرةٍ بعالم الآثار والتراث والمعالم التاريخية حيث تحرص على زيارة الكنائس القديمة، والمتاحف، والبيوت الكلاسيكية، كما تحبُّ أخذ مجموعةٍ من الصور التذكارية من زوايا خاصةٍ ومختلفةٍ.
ويعترف بيولي بأن زوجته هي التي تقرِّر المكان الذي سيذهبان إليه أثناء العطلة، أو الاستراحة بسبب خبرتها الكبيرة في هذا المجال، وثقته بها في اختيار الأماكن التي تكون قريبةً من القلب والعقل والعين في آنٍ واحدٍ.
وتغزَّل الرجل في شريكته خلال مقابلةٍ سابقةٍ مع موقع «ميلان سيمبري» بالقول: «لحسن الحظ أن زوجتي من محبي السفر، فقد سمحت لي بالسفر حول العالم، وزيارة عديدٍ من الأماكن الجميلة. زوجتي تحب المعالم الأثرية والكنائس والشوارع، لكنني أحب السفر لرؤية الناس. ربما تدخل المكان التاريخي، وأبقى خارجه لألقي نظرةً على عاداتهم، وماذا يفعلون، وكيف يرتدون ملابسهم، كما أحب الذهاب إلى أماكنَ غير معروفةٍ لفهم كيف يتصرف الناس العاديون».
وعبر شبكة «فيرجي ويكي» الإيطالية، يؤكد القائمون على الموقع ولع بيولي وأسرته بركوب الدرَّاجات، وهي الهواية التي يحرص مدرب النصر على الحفاظ عليها، لأنها تمثِّل مصدر استرخاءٍ وهدوءٍ بالنسبة له، كما أنه من محبي لعبتَي كرة السلة والتنس.
ويشعر بيولي بالتقدير الشديد لعائلته بسبب ما وجده من والده ووالدته حين كان صغيرًا، إذ يؤكد الإيطالي أن والده كان رجلًا عصاميًّا، عمل في مهنتين طوال حياته من أجل توفير الأمان والمعيشة الجيدة له ولأسرته، أمَّا والدته فكانت تتقاسم مع زوجها المهام الحياتية، وهي التي شجَّعته على احتراف كرة القدم لاعبًا ثم مدربًا.
وبسبب ما شاهده من أهله، أصبح هو الآخر أقرب إلى النموذج المثالي للأب من خلال علاقته القوية والمتينة بابنته كارلوتا، المولودة الأولى، وابنه جيانماركو الذي يسير على خطاه، ويعمل محللًا للمباريات، وحضر معه في ميلان والآن في النصر.
وبيولي ليس أبًا فقط، فهو جدٌّ أيضًا لطفلين، إذ أصبح ستيفانو وباربرا بالفعل جدَّين لحفيدهما البالغ من العمر عامين، الذي أنجبته كارلوتا، قبل أن تنجب طفلًا آخر. ويرتبط الطفل الأكبر بجده بيولي كثيرًا، وحضر معه بعض المباريات خلال فترة تدريبه ميلان.
وعن الفرق بين المدرب والأب، يقول بيولي في مقابلةٍ قديمةٍ عبر «ميلان نيوز»: «بوصفي محترفًا وشخصًا. لقد فعلت كل ما يفكر اللاعبون الصغار في فعله على مدى 30 عامًا، لذا أتمتع بميزة التدريب والإرشاد في آنٍ واحدٍ في محاولةٍ لإعطائهم النصيحة بشأن المواقف التي قد يواجهونها، وأعتقد أن هذا يمكن أن يساعدهم في النمو».